الغارديان: مسيرات العودة تقوض الاحترام الدولي لإسرائيل، أما ديمقراطيتها الداخلية فهذا مصيرها

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/23 الساعة 15:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/23 الساعة 15:45 بتوقيت غرينتش

"استخدام القوة القاتلة في مواجهة مظاهرات الفلسطينيين السلمية يؤدي إلى تآكل الاحترام الذي تحظى به إسرائيل دولياً ويضر بديمقراطيتها محلياً"، هكذا عقبت افتتاحية صحيفة "الغارديان" البريطانية، الأحد 22 أبريل/نيسان 2018، على الاعتداءات الإسرائيلية على مسيرات العودة في قطاع غزة والتي تسببت في مقتل العشرات وإصابة الآلاف.

وقالت الصحيفة: "ما من شك في أن قهر الفلسطينيين سيؤدي إلى تآكل الاحترام الذي تحظى به إسرائيل دولياً، وسيضر بديمقراطيتها محلياً، لقد تلوثت السياسة فيها بالتعصب ضد العرب. وكلما زادت إسرائيل ثراء أصبح فقر الفلسطينيين مصدر قلق شديد. ومن ناحية أخرى، سوف تتفاقم ورطتها وتزداد حدةً كلما اقترب عدد الفلسطينيين في الأرض المقدسة من عدد اليهود".

وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قد أشارت، في تقرير لها، الأحد، إلى أن 1700 فلسطيني أصيبوا بالرصاص الإسرائيلي الحيّ، في أثناء مشاركتهم في "مسيرات العودة" على حدود غزة مع إسرائيل.

وقالت الصحيفة، نقلاً عن أطباء فلسطينيين ودوليين، لم تسمِّهم، إن 36% من مجمل الإصابات خلال المواجهات على حدود غزة، كانت بالذخيرة الحية.

وقد أصيب -حسب الصحيفة- منذ بدء المواجهات في 30 من مارس/آذار 2018، أكثر من 5 آلاف فلسطيني بالذخيرة الحية وجراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، وبالرصاص المغلف بالمطاط، وبلغ عدد من سقطوا برصاص الجيش الإسرائيلي، منذ بداية "مسيرات العودة"، 39 فلسطينياً.

كما شددت الصحيفة على أنه لا يمكن لإسرائيل الاستمرار في السيطرة على كل المناطق الواقعة بين نهر الأردن والبحر المتوسط، ولا أن تحافظ على هويتها اليهودية وتبقى ديمقراطية في الوقت نفسه.

وقالت "الغارديان" إن من مصلحة إسرائيل أن توافق على حاجة الفلسطينيين إلى دولة بقدر حاجة  الإسرائيليين أيضاً إلى الدولة، وإلا فإن الخيار الوحيد المتبقي هو تشكل كيان وحيد يصبح اليهود فيه أقلية، وهذا يعني الاستمرار في نظام أشبه ما يكون بالأبارتهايد أو التمييز العنصري أو في حالة من الاحتلال السرمدي.

واستشهدت "الغارديان"، في افتتاحيتها، بتساؤل سبق أن طرحه نيكولاي ملادينوف، مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط، هذا الأسبوع، قائلاً: "كيف يمكن لقتل طفل في غزة اليوم أن يساعد في تحقيق السلام؟! بالتأكيد، لا يساعد؛ بل من شأنه أن يزيد من لهيب الغضب ويولّد مزيداً من القتل".

واعتبرت الصحيفة البريطانية ملادينوف محِقاً في التعبير عن سخطه، وقالت إن تغريدته قد جاءت على أثر إصابة فتى فلسطيني برصاصة في الرأس، أطلقها عليه قناص إسرائيلي -كما يبدو- بينما كان يتظاهر بشكل سلمي قريباً من السياج الحدودي.

ووصفت الصحيفة استخدام الجنود الذخيرة الحية في مواجهة المتظاهرين السلميين بأنه أمر معيب، إلا أنها قالت أيضاً إنه يأتي منسجماً مع السلوك الوحشي الذي يمارسه الجيش ضد الفلسطينيين وبات أمراً طبيعياً من وجهة نظر السياسيين الإسرائيليين.

وأشارت الصحيفة إلى أن استخدام الجنود للذخيرة الحية ضد المتظاهرين العزل "إهانة"، لكنها تتماشى مع المواقف الوحشية تجاه الفلسطينيين والتي أصبحت طبيعية في نظر السياسيين الإسرائيليين.

وكان الاتحاد الأوروبي قد طالب، السبت 21 أبريل/نيسان 2018، الجيش الإسرائيلي بالامتناع عن استخدام القوة "المميتة" ضد المتظاهرين العزل.

وحثَّ الاتحاد، في بيان له، على إجراء "تحقيق كامل حول عمليات إطلاق النار التي وقعت أمس (من الجانب الإسرائيلي)".

 

تحميل المزيد