أعلن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، وقفَ التجارب النووية وتجارب الصواريخ البالستية العابرة للقارات، التي سبَّبت التوتر في شبه الجزيرة الكورية والعالم.
وتأتي هذه الخطوة، التي صادق عليها حزب العمال الحاكم قبل قمة مقررة للزعيم الشمالي مع رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-ان، الأسبوع المقبل، وأخرى محتملة في وقت لاحق مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ويعد هذا القرار خطوةً يتيمة في سلسلة معقَّدة من الخطوات المطلوبة، التي لا يزال أمامها طريق طويل كي تصل إلى نتيجة ملموسة. وفيما يلي بعض الأسئلة والأجوبة حول التطورات الأخيرة.
– هل يعني هذا أن كيم سيتخلَّى عن ترسانته النووية والصاروخية؟
هذا الأمر غير وارد على الإطلاق، فالزعيم الكوري الشمالي أعلن أن امتلاك أسلحة نووية هو "الضمان الثابت الذي يمكن لأحفادنا من خلاله التمتع بالحياة الأكثر سعادة واحتراماً في العالم".
واحتفظ الشمال أيضاً لنفسه بحق استخدام الأسلحة النووية إذا ما واجه "تهديدات واستفزازات نووية"، وهو ما يقترب من حيث المعنى إلى تعرُّضه لهجوم.
وكتب كريستوفر غرينمن، من مجموعة الأزمات الدولية على تويتر "لا أرى كيف يمكن أن يشكل البيان الكوري الشمالي خطوة نحو نزع الأسلحة النووية"، مضيفاً "أنه قرار بتأجيل التجارب، لكن يعيد التزام كوريا الشمالية بوضعية الأسلحة النووية".
– لماذا تم الإعلان الآن؟
يأتي إعلان بيونغ يانغ قبل أسبوع من القمة الكورية، وفي إطار "غزل" مستمر بدأه الشمال منذ مشاركته في الألعاب الأولمبية الشتوية، وأثمر عن تقارب دبلوماسي في شبه الجزيرة الكورية.
أعلن كيم أولاً جاهزية القوة النووية في بلاده واكتمالها بداية هذا العام، فالشمال يبدو أنه يعتقد جازماً أن إنجازات العام الماضي التقنية تضعه في موقع قوة يمكن أن يفاوض من خلاله.
في الوقت نفسه يقول محللون، إن الخطاب الحربي لإدارة ترامب زعزع موقع القوة هذا، وبحسب دبلوماسيين فإن تأثير العقوبات يزداد على الاقتصاد الكوري الشمالي.
وإعلان انتهاء التجارب كان مطلباً أساسياً لواشنطن، وسينظر إليه كإجراء لبناء الثقة قبل المباحثات.
ويقول جون وولفسثال، مدير مجموعة الأزمات النووية، إن "جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية تتطلع حقاً لضمان حدوث القمة، وأيضاً في حال فشلها فإنها الآن ستقيم الحجة بأنها تنازلت وتراجعت لتكون متعقّلة".
– هل سيكون هناك اتفاق؟
حذَّر ترامب الأربعاء، أنه سيستبعد عقد قمة مع كيم إذا كان من المرجح أنها "لن تكون مثمرة".
لكن مع ذلك يبقى من غير الواضح إلى حدٍّ كبير ما الذي يمكن أن يكون عليه أي اتفاق نهائي حول القوة النووية لبيونغ يانغ، وأيضاً ما الذي ستُطالب به كوريا الشمالية كضمانات أمنية.
وهذه النقطة التي تم التوصل إليها ليست جديدة، وسبق أن تم تحقيقها، فقد كان هناك تأجيل للتجارب ومفاوضات واتفاقات تعثرت عاجلاً أم آجلاً، ولم تُفض إلى شيء.
– ما مدى دقة إغلاق موقع بونغي-ري؟
أجريت جميع التفجيرات النووية، ما عدا واحد في موقع بونغي-ري للتجارب النووية، تحت جبل مانتاب في شمال شرقي البلاد، وأثارت الانهيارات الأرضية والزلازل التي حدثت بعد التفجير الأخير تكهنات أن المنطقة الجبلية تعاني "عوارض إنهاك".
لكن إغلاق بونغي-ري لا يمنع استخدام مواقع أخرى، أو حتى استخدام الغلاف الجوي لإجراء تجارب، وفق ما أشار فيبين نارانغ، الأستاذ في جامعة "إم آي تي".
وقال ديفيد ألبرايت، من معهد العلوم والأمن الدولي، إن النية المعلنة لضمان وقف التجارب "بشكل شفاف" مهمة للغاية، وتفتح الطريق أمام الولايات المتحدة، التي تسعى لدخول الموقع.
وأضاف "الشفافية أمر خطير، وتعد تنازلاً رئيسياً إذا كانت صادقة".
– كم تبلغ قوة ترسانة بيونغ يانغ؟
يقدِّر مراقبون حجمَ التفجير السادس والأخير لبيونغ يانغ، في سبتمبر/أيلول الماضي بـ250 كيلوطناً، أي 16 مرة أقوى من القنبلة الأميركية، التي دمرت هيروشيما عام 1945.
وعام 2016 قدَّرت سيول امتلاك الشمال 50 كيلوغراماً من البلوتونيوم تكفي لصنع عشر قنابل نووية، لكن الولايات المتحدة تعتقد أن كوريا الشمالية تملك عدداً أكبر من القنابل.
ووفق بعض المحللين، يبلغ مدى صاروخ هواسونغ-15، الذي اختبرته بيونغ يانغ، في نوفمبر/تشرين الثاني، أكثر من 13 ألف كيلومتر، ما يجعل جميع الأراضي الأميركية في مرمى كوريا الشمالية.
لكن هناك أسئلة أخرى لا تزال مطروحةً، وتثير علامات استفهام حول قدرات الشمال فيما يتعلق بإصابة الأهداف، وتصغير الرؤوس النووية، إضافة إلى التقنية المطلوبة لدخول الصواريخ مجدداً إلى الغلاف الجوي، بعد إطلاقها إلى الفضاء، حتى يبقى الصاروخ صالحاً لإصابة هدفه، وهي أمور تدَّعي كوريا الشمالية أنها أتقنتها.
وتعمد كوريا الشمالية في كل مرة تجري فيها عرضاً عسكرياً في ساحة كيم إيل سونغ، إلى ضمِّ عددٍ كبيرٍ من الصواريخ البالستية، ومنصات الإطلاق العملاقة، إلى العرض.