على الرغم من ترحيب الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أمس السبت 21 أبريل/نيسان 2018، بإعلان زعيم كوريا الشمالية المفاجئ تجميده التجارب النووية، حذر المسؤولون في البيت الأبيض خلف الكواليس من أن كيم جونغ أون ينصب فخاً لهم.
وبحسب صحيفة washingtonpost الأميركية، فإنه على الرغم من أن بعض محللي السياسة الخارجية الأميركية كانوا يشعرون بالاطمئنان إلى أن كيم بدا متشوقاً إلى وضع نغمة إيجابية للقمة التي ستجمعه مع ترامب أواخر مايو/أيار أو أوائل يونيو/حزيران، كان مساعدو ترامب أقل حماسة.
خطة الزعيم الكوري
ومن وجهة نظرهم، فإن خطوات كيم تهدف إلى تقديم تعهدات متواضعة نسبياً -يمكن عكسها بسرعة- وذلك من أجل خلق "الوهم" بأن كوريا الشمالية مستعدة لتقديم تنازلات.
وقال مساعدو ترامب إن مبادرة كيم ستجعل من الصعب سياسياً على الولايات المتحدة رفض مطالب الشمال.
واعتبر مساعدو البيت الأبيض بيان الزعيم الكوري بمثابة إشارة إلى أن هدفه يتمثل في إقناع الولايات المتحدة وحلفائها بتخفيف العقوبات الاقتصادية التي فرضتها إدارة ترامب منذ أن تولى الرئيس منصبه.
وقال المسؤولون وفقاً لما نقلته الصحيفة الأميركية، إن الإدارة قد تعلمت من أخطاء الماضي في البلاد، عندما انتهكت كوريا الشمالية اتفاقيات بشأن برنامجها النووي بعد رفع العقوبات.
ومن المقرر أن يجتمع كيم مع الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن، هذا الأسبوع، فيما يُنظر إليه على أنه قمة تمهيدية قبل أن يجتمع كيم وجهاً لوجه مع ترامب، حيث لم يتم الإعلان رسمياً عن تاريخ ومكان القمة.
كيف يجب على ترمب التعامل مع مبادرة كيم؟
ونقلت الصحيفة الأميركية عن بعض المحللين في واشنطن أن الطريقة المنطقية للتعامل مع كيم هي الاعتراف ضمنياً بأن الشمال لن يتخذ خطوات فورية وملموسة للقضاء على برنامجه النووي، وذلك بعد تطوير ترسانته بلا هوادة لمدة 3 عقود.
والخيار الآخر لترمب، وفقاً لاقتراحات المحللين الأميركيين، هو التحرك لفرض قيود على ترسانة الشمال، وذلك مثلاً بوضع حدود على البرنامج النووي لاحتواء خطره. هذا سيمنح الشمال الأمن الذي يسعى لتحقيقه بالحصول على بعض الإمكانات النووية، بينما في الوقت ذاته يضع قيوداً على بعض أنواع وقود القنابل الرئيسية وأنظمة التوصيل.
وفي الوقت نفسه، ستعمل الدولتان على بناء ثقةٍ متبادلة أكبر، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى محادثاتٍ أكثر جدية حول نزع السلاح النووي بالكامل في المستقبل.
التطبيع مع العالم
وقال توبي دالتون، المدير المشارك لبرنامج السياسة النووية في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: "الحقيقة هي أن كوريا الشمالية تمتلك أسلحة نووية، وعلينا أن نتعامل مع هذا الواقع".
في مارس/آذار 2018، نشر دالتون مقالاً يروِّج لغطاء يهدف إلى منع الشمال من تحقيق "ترسانة كاملة جاهزة للقتال".
وقال دالتون: "إن الفجوة بين الواقع وما نخطط له هي المشكلة، فالتوقعات المطروحة لا يمكن تلبيتها في القمة المرتقبة، وسنعود إلى ما كنا عليه".
أما مايكل أوسلين، باحث في الشؤون الآسيوية بمعهد هوفر المحافظ، فقال إنه من الصعب على الولايات المتحدة إنكار الحقيقة.
فأحد المخاوف الرئيسية هو محاولة كيم إقناع العالم بأن كوريا الشمالية قوة نووية، حتى ولو لفترة محدودة.
وقال أوسلين إن بيونغ يانغ سوف "تحصل على ذلك وترحل. يشعر الكثير من الناس بالقلق من أن هذا بالضبط هو ما يحاول كيم فعله من خلال القمة".
وأضاف: "إننا نشهد تطبيعاً فعلياً لعلاقة كوريا الشمالية مع العالم، حيث التقى كيم جونغ أون مع [الرئيس الصيني] شي جين بينغ، ويخطط للاجتماع مع زعيم جزر القمر، والآن يريد آبي عقد اجتماع، وبعد ذلك سيلتقيه ترامب، والحقيقة هي أن الجميع يدرك أن هذه المناقشات تدور حول برنامج جعل من كوريا الشمالية قوة نووية".