تستأنف مصر وروسيا، الأربعاء 11 أبريل/نيسان 2018، الرحلات الجوية المباشرة بينهما، برحلة من موسكو إلى القاهرة، بعد تعليق حركة الملاحة الجوية بينهما، إثر تفجير طائرة ركاب روسية فوق سيناء عام 2015.
وكان المسؤولون الروس أوقفوا الرحلات بين البلدين إثر هذا الاعتداء، الذي وجَّه ضربةً كبيرةً للاقتصاد المصري، الذي يعتمد بشكل كبير على السياحة.
وستُقلع الرحلة "إس يو 4000" لشركة "أيروفلوت" في الساعة 17,50 ت. غ، الأربعاء، من مطار موسكو شيريميتييفو، لتكون خطوة أولى قبل استئناف الرحلات إلى الوجهات السياحية على البحر الأحمر.
في المقابل، من المقرر أن تستأنف شركة مصر للطيران رحلاتها بين العاصمتين، الخميس، على أن تسيِّر الشركتان معا خمس رحلات ذهاباً وإياباً في الأسبوع، بين القاهرة وموسكو.
لكن مسؤولين من الروس استبعدوا أن ينعكس هذا القرار إيجاباً بشكل فوري على قطاع السياحة المتأزِّم في مصر.
وقالت الناطقة باسم صناعة السياحة الروسية إيرينا تيورينا، لوكالة فرانس برس، إن "السياح لا يحتاجون لرحلات مباشرة إلى القاهرة، لأن الانتقال من القاهرة إلى المنتجعات البحرية طويل وغير مريح، ولن يذهب أحد إلى هناك طالما الأمور على هذه الحال".
وأضافت "عملياً، الوضع سيبقى على ما كان عليه في السابق، عندما كان الناس يصلون إلى هناك بأنفسهم عبر مينسك أو إسطنبول"، مشيرة إلى أن المستفيدين من هذه الرحلات سيكونون إما "الأشخاص الذي يحبون مصر كثيراً أو الروس الذين يعيشون هناك."
وأضافت أن "مصر لم تعد بعد وجهة سياحية بالنسبة للسوق الروسي".
ويتطلب السفر من القاهرة إلى المنتجعات المصرية استخدام الحافلات لمدة ست أو سبع ساعات، أو الذهاب على متن رحلة داخلية بعد الوصول إلى العاصمة.
"مصدر قلق كبير"
وتوقفت حركة الملاحة الجوية بين روسيا ومصر إثر الاعتداء، الذي استهدف في أكتوبر/تشرين الأول 2015، طائرة إيرباص تابعة لشركة روسية، بعيد إقلاعها من شرم الشيخ، ما أدى إلى مقتل 224 شخصاً كانوا على متنها، معظمهم سياح روس. وتبنَّى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مسؤولية الاعتداء.
وانخفض عدد السياح الأجانب في مصر من 14,7 مليون في 2010 إلى 5,4 مليون في 2016، على خلفية تعليق الرحلات، والاضطرابات التي أعقبت الانتفاضة التي دفعت الرئيس الأسبق حسني مبارك إلى الاستقالة.
وتحسن هذا العدد في 2017، فبلغ 8,3 مليون زائر، وفق الأرقام الرسمية.
وانخفضت عائدات السياحة في الوقت ذاته بنسبة الثلثين من 11,6 مليار دولار في 2010 إلى 3,8 مليار دولار في 2016، وفق المصرف المركزي المصري.
وستُقرّر موسكو والقاهرة بشأن موعد مناقشة استئناف الرحلات من الوجهات السياحية المصرية، فور عودة الرحلات بين العاصمتين، وفق ما أفاد السفير المصري لدى روسيا إيهاب نصر.
وكانت "أيروفلوت" أعلنت في مارس/آذار استئناف رحلاتها، موضحة أنه "لاستئناف الرحلات كان لا بد من تكثيف الإجراءات الأمنية. وقد التزم الطرف المصري بهذا المطلب".
وأضاف البيان أنه "في الرابع من يناير/كانون الثاني 2018، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً حول استئناف الحركة الجوية المنتظمة" بين البلدين.
من جهتهم، لم يخفِ المسؤولون الروس قلقهم بشأن إعادة إطلاق الرحلات المباشرة.
وفي تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، قال مدير الهيئة الروسية الفدرالية للملاحة الجوية، الكساندر نيرادكو، إن "استئناف الرحلات المباشرة إلى مصر، تحديداً إلى مناطق المنتجعات، يشكِّل مصدر قلق كبير بالنسبة إلينا".
وأفادت صحيفة الأهرام المصرية، أنه سيتم إرسال ثمانية خبراء روس إلى مطار القاهرة لفحص الإجراءات الأمنية التي يتم تطبيقها على متن الرحلات المتجهة إلى موسكو.