يتجه عملاق شبكات التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إلى فرض إجراءات جديدة على الراغبين في نشر إعلانات سياسية في الموقع.
وأيدت شركة فيسبوك الجمعة 6 أبريل/نيسان 2018 وللمرة الأولى تشريعاً مقترحاً يفرض على مواقع التواصل الاجتماعي الكشف عن هويات مشتري إعلانات الدعاية السياسية على الإنترنت وطبقت عملية جديدة للتحقق من هويات من يشترون إعلانات تستغل لبث الفتنة
وأعلن هذا التغيير في الموقف الرئيس التنفيذي للشركة مارك زوكربرغ في منشور على موقع فيسبوك ويأتي قبل أيام من الموعد المقرر ليجيب عن أسئلة في جلسات استماع يعقدها الكونغرس عن كيفية تعامل الشركة مع بيانات المستخدمين.
وقال زوكربرغ إن الخطوات تهدف إلى ردع التدخل في الانتخابات ومواجهة حرب المعلومات على الإنترنت التي اتهمت السلطات الأميركية روسيا بشنها. ونفت موسكو هذه المزاعم.
وكتب زوكربرغ في منشور "التدخل في الانتخابات مشكلة أكبر من أي منصة لهذا نؤيد (مشروع) قانون أونيست أدز الذي يفرض على مواقع التواصل الاجتماعي الكشف عن هويات مشتري إعلانات الدعاية السياسية على الإنترنت وطبقت عملية جديدة للتحقق من هويات من يشترون إعلانات تستغل لبث الفتنة.
وطرح التشريع في أكتوبر/تشرين الأول الماضي ولم يتم إقراره بعد ويهدف لمعالجة المخاوف بشأن استخدام أجانب وسائل التواصل الاجتماعي للتأثير على السياسة الأميركية وهو ما يأتي ضمن التحقيق في تدخل روسي محتمل خلال حملة انتخابات الرئاسة الأميركية في 2016.
وتأتي هذه الإجراءات بعد فضيحة تسريب بيانات مستخدمي "فيسبوك" لصالح شركة "كامبريدج أناليتيكا"، التي ارتبطت بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال الانتخابات الرئاسية السابقة.
وقال زوكربيرغ، "مع اقتراب انتخابات مهمة في الولايات المتحدة والمسكيك والبرازيل وباكستان، وغيرها من الدول في 2019، فإن إحدى أهم أولوياتنا خلال 2018، هي التأكد من أننا ندعم الخطاب الإيجابي، ونمنع التدخل في الانتخابات".
وأضاف "بعد تحديدنا للتدخل الروسي في الانتخابات الأميركية في 2016، نجحنا في نشر أدوات جديدة جُربت خلال 2017، في الانتخابات الفرنسية والألمانية، وانتخابات مجلس الشيوخ في ولاية ألاباما".
وتابع "تم حذف عشرات الآلاف من الحسابات الوهمية"، إضافة لحذف شبكة كبيرة من الحسابات المزيفة الروسية، من ضمنها مؤسسة إعلامية.
وأعلن زوكربيرغ، عن خطوتين وصفهما بـ"الكبيرتين"، أولاهما أنه "سيتعين على كل من يرغب في عرض إعلانات سياسية أو إشعارات، تأكيد هويته وموقعه، ويحظر الإعلان على من هم غير ذلك، كما سيتم عرض ما دفع في الإعلانات، وسنبدأ من الولايات المتحدة، ونتوسع إلى باقي بلدان العالم خلال الأشهر المقبلة".
أما الخطوة الثانية، يقول زوكربيرغ، "سنطلب من الأشخاص الذين يديرون صفحات كبيرة أن يجعلوها صفحات حاصلة على العلامة الزرقاء، وهذا سيكون صعباً على الأشخاص الذين يديرون حسابات وهمية، أو التي تنمو عن طريق نشر المعلومات الخاطئة".
و"كامبردج أناليتيكا"، شركة استشارات سياسية، ارتبطت بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال الانتخابات الرئاسية الماضية.
وكشفت شركة "فيسبوك"، ارتفاع عدد الأشخاص الذين تمت مشاركة معطياتهم الشخصية من قبل "كامبردج أناليتيكا"، من 50 إلى 87 مليون شخص، معظمهم أميركيون
وأعلنت المفوضية الأوروبية، في وقت سابق اليوم الجمعة، أن 2.7 مليون أوروبي تأثروا من فضيحة تسريب بيانات مستخدمي شركة فيسبوك للتواصل الاجتماعي الأميركية.
ومن المنتظر أن يقدم زوكربيرغ، شهادة أمام لجنة الطاقة والتجارة بمجلس النواب الأميركي، الأربعاء المقبل، للإدلاء بشهادته حول تسريب بيانات المشتركين دون إذن منهم.