نشرت صحيفة The Times البريطانية تقريراً لها عما أسمته محاولة ابنة حاكم دبي، الهرب من الإمارات نحو الولايات المتحدة، لكن تلك المحاولة أُفشلت من قبل خفر السواحل الهندي، الذي قام باعتقالها مع مرافقيها.
ونقلت الصحيفة عن عميل الاستخبارات الفرنسية السابق الذي ساعد "الشيخة" التي لم يتسن لـ"عربي بوست" التحقق من هويتها ومزاعمها، على الهرب من والدها، كيف هاجمت قوات خفر السواحل الهندية –التي تعمل لصالح السلطات الإماراتية- اليخت الذي كان يُقلِّهما.
ورافق "هيرفي جوبير" 62 عاماً، وهو عميل الاستخبارات السابق، السيدة التي عرَّفت نفسها بأنَّها الشيخة "لطيفة بنت محمد آل مكتوم" إلى الهند، في محاولة للحصول على لجوء سياسي إلى الولايات المتحدة الأميركية. وادعت الفتاة أنَّ والدها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي، كان لسنواتٍ يحتجزها في سجنٍ بالفعل.
وأشار جوبير إنَّه استجاب لطلب مساعدة، لكنَّه بعد ذلك اختفى في البحر مع لطيفة (32 عاماً) وصديقتها الفنلندية، تينا يوهانا ياوهياينين (41 عاماً).
وأشار جوبير في أول رواية يُصرِّح بها عن عملية الهروب، إنَّه تم ترحيل الثلاثة إلى الإمارات بعدما اقتحمت قوة صغيرة من السفن العسكرية يخته المُسجَّل في الولايات المتحدة الأميركية باسم "نوسترومو"، قبالة الساحل الهندي.
قضية لطيفة، رفع الستار عن "سر الشيخة المفقودة" لأول مرة من جانب منظمة محتجزون في دبي عبر موقعها، والتي تقود حملات نيابة عن الأشخاص المحتجزين بحسب نظام القانون في الإمارات.
وقبل هربها، أرسلت الشيخة لطيفة فيديو مدته 40 دقيقة إلى محامٍ، تشرح فيه قصة حياتها وتقول إنَّها خضعت في السابق للحبس لمدة 3 سنوات لمحاولتها مساعدة أختها الصغيرة، الشيخة شمسة، التي حاولت الهروب من قبل أيضاً، وذلك في حال فشل عملية الهرب، وهو ما حدث.
وقالت منظمة محتجزون في دبي إن الشيخة لطيفة أرسلت الأحد 4 مارس/آذار 2018 رسالة من هاتفها المحمول إلى رادا ستيرلنغ، الرئيسة التنفيذية للمنظمة تقول فيها إنَّها كانت على متن يخت مع جوبير وتمت مداهمته من جانب رجال مسلحين.
ولكن هذه التصريحات لم تصدر عن المنظمة إلا قبل 10 أيام فقط، عندما وُضِعت السيدة ياوهياينين على متن طائرة متجهة من دبي إلى لندن، فيما سُمِح لجوبير بالإبحار بيخته من قاعدةٍ بحرية تابعة للإمارات.
وقال جوبير في تصريح له نشرته المنظمة: "اصطُحِبنا إلى الإمارات، وهناك اختُطفِنا وزُجَّ بنا في السجن". وأضاف: "كنا معصوبي العيون ومكبلي الأيدي.. كانت هناك تقريباً خمس سفن حربية وطائرتان ومروحية".
وقال أيضاً إنَّه أُبلغ بأنَّه لم يخرق أي قانون وطني، لكنَّ السلطات الإماراتية كانت تتصرف وفق القانون الشرعي "والبنت تخضع لولاية أبيها أو زوجها أو أخيها. لذلك، حين ساعدتُ لطيفة على الهروب، تعاملوا مع الأمر على أنَّه اختطافٌ لها من أبيها".
ولم يصدر عن حكومة دبي أو السلطات الإماراتية أي تعليق بشأن مزاعم الشيخة لطيفة أو تفسير لما حدث لها.
وفي نهاية حديثها، قالت رادا ستيرلنغ إنَّ السلطات الهندية مارست ما وصفته بأنَّه "عملٌ عدائي"، ما يمثل خرقاً للقانون الدولي. وأضافت أنَّ الإمارات "تصرَّفت كما لو أنَّ معاييرها الثقافية ومعتقداتها الدينية تحل محل التزاماتها القانونية الدولية وسيادة القانون".