الكل يموت ويجوع من أجله.. كيف طبّق السيسي مقولة فرعون “أنا ربكم الأعلى”؟

‎كل المواطنين مجبرون على الاصطفاف وراء الجيش ودعمه في الحرب، وغير ذلك هو خائن يرمى في السجون.

عربي بوست
تم النشر: 2018/02/27 الساعة 04:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/02/27 الساعة 04:54 بتوقيت غرينتش

تهانينا لكل الأسر المصرية والعربية، بفوز مرشح الرئاسة المصرية عبد الفتاح السيسي باكتساح. فهذه هي الحقيقة شاء من شاء وأبى من أبى، فالنظام الحالي في أبهى عصوره القوية داخلياً وخارجياً.

‎السجون والمعتقلات مليئة بالكثير من أصحاب الرأي ومن رافقهم أو عرفهم أو حتى من ليس له رأي فهو محبوس أو مختفٍ قسرياً في انتظار توجيه له ما تبقى من التهم بعد توزيعها على من تبقى حياً من المعتقلين بعد التعذيب.

أما عن الشوارع والمدن فتعج بالشغيلة، وهم مجموعة من البشر يعملون ليلاً ونهاراً لإيجاد قوت يومهم في ظل الغلاء الذي يسحق أعمارهم جوعاً. أما عن سيناء فهي الرئة التي يتنفس بها النظام المصري.

‎في سيناء مجموعة من القبائل والسكان عانوا التهميش طوال حياتهم، وانعدام ممثليهم في الحكومة، وأيضاً انعدام الخدمات الصحية والتعليمية، وعلى مر العصور يشار إليهم بالجواسيس أو تجار المخدرات وصولاً إلى معقل الإرهاب في مصر.

من الطبيعي جداً سهولة تجنيد أي شاب غير متعلم ومهمش من دولته في أي خلية، سواء كانت إرهابية أو جاسوسية. وعلى الجانب الآخر يجند شباباً إجبارياً من قبل الجيش؛ ليرمى بهم في ساحة القتال لأجل الوطن ومكافحة الإرهاب.

سيموت كلاهما الأول يعتقد لجهله أنه شهيد في سبيل دينه، والآخر سيموت الكثير منهم، وسيصدق الناس أنهم أبطال شهداء الوطن، ليس لأنها الحقيقة بل لضعف استيعاب الحقيقة أن كليهما يفقد حياته لاستمرار النظام الحالي، وتثبيت دعائمه أمام الرأي العام الداخلي والخارجي.

‎كل المواطنين مجبرون على الاصطفاف وراء الجيش ودعمه في الحرب، وغير ذلك هو خائن يرمى في السجون. فعلى الجميع أن يلتزم الصمت والانصياع لأوامر الجيش والقائد الأعلى، في نفس الوقت يطلق العنان لبطش الشرطة في المجتمع من قتل وتعذيب واعتقال مستمر.

أما عن الدول العظمى التي تهتم بحقوق الإنسان المعدوم في مصر تقف هي أيضاً عاجزة أمام هذه القضية فكيف لهم بمعارضة نظام يحارب الإرهاب، بعد أن اجتاح أوروبا وهدد مواطنيهم بعد انهيار سوريا، بل وأيضاً ترسل هذه الدول المساعدات المادية والعسكرية لمصر لمساعدة النظام المصري في الحرب المزعومة على الإرهاب في نفس الوقت يتغاضى عن الانتهاكات لحقوق الإنسان، ويكتفي بإرسال تقارير لا تغير من الواقع شيئاً.

‎مكافحة الإرهاب ليست بالقوة فقط، بل أيضاً بنشر التعليم والتوعية، وتطوير سيناء وعدم تهميش أهلها، وبناء المستشفيات والمدارس، وسينتهي الإرهاب في حالة اختفاء تجنيد الشباب ويمكن الوصول إلى هذا فقط من خلال التعليم وإصلاح المجتمع ولا شيء غير ذلك.

‎أما الآن سيذكر الإرهاب في كل خطابات النظام في أي احتفال وعلى لسان كل مسؤول في الدولة، كل شرطي أو عسكري أو مواطن بسيط، ستستمر الحكومة في طرح حملات جديدة وغارات للحرب على الإرهاب فقط بالقوة المسلحة وسيستمر الاعتقال والبطش والمعونات الخارجية، وسيستمر حمام الدم في سيناء، ولا مفر، سيحكم الرئيس ويقتل الرئيس ويطعم الرئيس ولن يوقفه شيء، فهو ربكم الأعلى، كما يظن.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات عربي بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد