من يجيب؟

الحكومة ومن فيها ما زالوا يظنون أن الشعب هو كما كان بعد الخروج من حرب التحرير، أي شعب لا يعرف حقوقه لا كتابة اسمه ولا قراءته نتيجة التفقير العلمي الممنهج الذي مارسه الاستعمار فنسيت حكومتنا، ومن فيها أن الجيل الحالي يعتبر من أذكى و أبرز الأجيال التي مرت على تاريخ الجزائر، ويكفي فقط أن يرفع رأسه الذي حُطَ غصباً عنه نتيجة تسيد المشايخ سيادة الدولة.

عربي بوست
تم النشر: 2018/02/26 الساعة 01:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/02/26 الساعة 01:15 بتوقيت غرينتش

تغلي الجبهات الاجتماعية في الجزائر من كل حدب وصوب، إضراب أطباء، مطالب لتلبية حقوقهم التي يراها العام والخاص أنها معقولة لطبيب كرس ما يفوق السبع سنوات أحياناً لتلك الشهادة؛ كي يعمل.

من جهة أخرى، الأساتذة الذين يرفعون كل سنة أصواتهم لعل وعسى يستمع المنادي للنداء، ويجيبهم، لكن من يجيب؟ فالكل ينتظر الجواب، وأبى أولئك الرد بل ردوا على من هدد مناصبهم بأنهم سيكونون له بالمرصاد، وسيلعبون دور الحاكم فقط إذا احتججت على طريقة تسييرهم البائسة اليائسة العشوائية التي مر عليها الزمن، ولم تعد تنفع، بل صارت تضر.

بعيداً عن كل هذا يوجد طلبة الجامعات والطالبات اللواتي كانت عرضة لكل أشكال الإهانة، حتى إن تكفلت شرطية بحق الرد والذي كان البصق في وجه طالبة لا حول ولا قوة لها، ونمر لقطاعات أخرى فلم تسلم شركة الطيران كالخطوط الجوية الجزائرية أو حتى طليطلة التابعة لعملاق المحروقات سوناطراك من الإضرابات، والدفاع عن الحقوق.

قد يتساءل البعض: لماذا كل هذا الهرج والمرج في وقت يعلم العام والخاص أننا في خضم أزمة مالية خانقة؟

الجواب سهل: الحكومة ومن فيها ما زالوا يظنون أن الشعب هو كما كان بعد الخروج من حرب التحرير، أي شعب لا يعرف حقوقه لا كتابة اسمه ولا قراءته نتيجة التفقير العلمي الممنهج الذي مارسه الاستعمار فنسيت حكومتنا، ومن فيها أن الجيل الحالي يعتبر من أذكى و أبرز الأجيال التي مرت على تاريخ الجزائر، ويكفي فقط أن يرفع رأسه الذي حُطَ غصباً عنه نتيجة تسيد المشايخ سيادة الدولة.

مشايخ أكل عليهم الدهر وشرب سياسة عرجاء وتخمينات تعود بك لعصر الثنائية القطبية.

تعقيدات إدارية وبيروقراطية وتخلفات في المجالات العلمية، لا نراها إلا في الجزائر تسيير لمشاريع هاوية فلا منشآت قاعدية، ولا ظروف صحية مواتية للمرضى ولا حتى مقابر للموتى لم ينجُ منهم ومن بطشهم لا حي ولا ميت.

فعندما يصبح بوطنك من كان الأمس بيلك الأمن يتظاهر ليحصل على حقه يقمع بمن كان بالأمس بجانبه، ما عليك إلا أن تقرأ السلام وتحمل حقيبتك وتغادر لتكون غريباً بعيداً عن وطنك.

نعم الحرية.. عفواً الحرقة صارت حلاً للجميع، فقد ركب قارب الموت الدركي الشرطي الطبيب المحامي الجراح وكل أطياف المجتمع من كبير وصغير، وذلك لغياب الرغبة في البقاء في بلد تنعدم فيه أدنى متطلبات الحياة، يخرج عليناً أحدهم خاطباً قائلاً: "ما زالني غير والدزاير خير من السويد".

نعم نحن أحسن من السويد مساحة فنحن قارة وهم بمساحة ولاية نحن أحسن من السويد بفضل خبرتكم الميدانية، وحنكتكم السياسية وتسييراتكم الراشدة للمال العام، وكذا رغبتكم في تطوير البلد والشعب والرقي لمصاف الدول القوية.

نعم أنتم من أفدتم العالم واستطعتم تصدير الأدمغة وكل شيء نافع للخارج صدرتم مؤخراً حتى اللاعبين ورفضتم قدومهم للعب هنا نعم؛ لأنكم أكثر وطنية من أولئك الذين دفعتم آباءهم للرحيل وترفضون قدوم أبنائهم اليوم متممين قانونكم المانع لتبوّؤ أصحاب الجنسيتين المناصب العليا واليوم حتى اللاعبين بعد فرضكم لشخص لا علاقة بالرياضة كرئيس لأكبر فيدرالية وطنية وإفريقية رياضية، ألا ترون أن بكم ساد التعفن، وكلما حشرتم أنفسكم في شيء أفسدتموه.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات عربي بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد