ما زالت القضية السورية معلقة في آمال اللاشيء مع ما تمثله من معادلة صعبة في معادلات استقرار المنطقة، إلى جوار القضايا الليبية واليمنية، في الوقت الذي يزال فيه صراع البقاء فى الداخل السوري ملتهباً، بل وعلي صفيح ساخن من القلق والتوتر، خصوصاً مع بروز أطراف، إقليمية وظهورها على ساحة الحرب في سوريا.
الأزمة السورية وما مرت به من محطات عديدة في سبل التسوية للوصول لحل جذري لتلك الأزمة ومرضي لجميع الأطراف، إلا أنها جميعاً باءت بالفشل؛ نظراً للضغوط الدولية على فصائل الأزمة، لا سيما مع الاعتراف بأن النظام يظل حبيساً في القرار الروسي والسيطرة الأميركية على فصائل معارضة وقوات النخبة من الأكراد وخضوع فصائل معارضة للجانب التركي، ومنها جبهة النصرة.
حادثة استهداف القوات السورية للطائرة المقاتلة الإسرائيلية التي قصفت أهدافاً عسكرية داخل سوريا فجر السبت الماضي، مؤشر على أن إسرائيل قد تنوي الدخول والعودة إلى ساحة النزاع في سوريا مع التوترات العميقة التي تسود الموقف بين دمشق المدعومة مباشرة من إيران، وتل أبيب، ونظراً لموقف الأخيرة المعادي لأي قوة وثقل إقليمي تحاول أن تصل إليه طهران.
إسرائيل التي سعت مراراً لإقامة مناطق آمنة على طول الحدود مع سوريا حتى إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثار مسألة المنطقة العازلة في محادثات مع الرئيسين الأميركي والروسي في أواخر 2017، إلا أنه عارض أن يشرف الجيش الروسي على هذه المناطق، قد تحاول الآن إثارة الموقف من جديد، متعللة بالحيلولة دون تكرار حادثة إسقاط الطائرة.
التطورات الأخيرة قد تجعل إسرائيل على نية حقيقة مما أعلنته أوائل العام الحالي أنها على استعداد للتدخل عسكرياً في العمق السوري، إذا لزم الأمر للدفاع عن منطقة درزية على الجانب السوري من هضبة الجولان المحتلة.
الانخراط التركي بلا حد في الأزمة السورية تسبب في تأجيج واشتعال الموقف، خاصة مع الأكراد والنظام السوري بعد عملية غصن الزيتون التي أطلقتها أنقرة ضد قوات حماية الشعب الكردي وقوات سوريا الديمقراطية وقوات حزبي العمال والاتحاد الديمقراطي بمدينة عفرين شمالي سوريا في اختراق وانتهاك واضح لسيادة الأراضي السورية.
ويأتي هذا مع تراجع الدور الأميركي في سوريا بعد وقف الدعم العسكري لقوات سوريا الديمقراطية، والتي كانت أكثر الفصائل المسلحة قرباً لواشنطن وانهزام تنظيم "داعش" الإرهابي الذي كان بمثابة الأولوية الأولى للاستراتيجية الأميركية في سوريا، وحصر مهام القوات الأميركية في التمركز في بعض المناطق في الداخل السوري، وتقديم الدعم والمساعدات للمدنيين.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.