اللوبى الاقتصادى (2)| كيف تمتلك جيشاً؟

نعم لكي تحلق الحرية عالياً بعد أن تحدثنا عن الإعلام في المقال السابق، عليك امتلاك شيئين: الأول: الإعلام، والثاني: الاقتصاد، القدرة المالية، فمن امتلك القوة الاقتصادية امتلك قراره، ولذا وجب صناعة اللوبي الاقتصادي الخاص بك.

عربي بوست
تم النشر: 2018/02/17 الساعة 02:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/02/17 الساعة 02:26 بتوقيت غرينتش

تعتبر القوة المالية أو الاقتصادية هي بمثابة العمود الفقري لعملية التحرير من الاحتلال العسكري في مصر.

نعم لكي تحلق الحرية عالياً بعد أن تحدثنا عن الإعلام في المقال السابق، عليك امتلاك شيئين: الأول: الإعلام، والثاني: الاقتصاد، القدرة المالية، فمن امتلك القوة الاقتصادية امتلك قراره، ولذا وجب صناعة اللوبي الاقتصادي الخاص بك.

ولا تنسَ أن بالمال سيطر أولاد روتشيلد وروكفلر على العالم وقاموا بتحقيق مخططهم، وينقسم الناس عندهم إلى: (مبدعين وهم أصحاب التخطيط، وإما أن تكون أداة تنفيذية تحقق لهم ما يريدون ويطلقون عليهم اسم الشغيلة)، فاختَر ماذا تريد، حراً تمتلك قرارك أم تمشي في ركاب الحكومة العالمية؟

مشكلتنا الاقتصادية

كانت وما زالت تكمن المشكلة في نقاط محددة واضحة البيان، أن الأنظمة المستبدة عندما تريد الانتقام تؤمم وتصادر القوة المالية والاقتصادية لي فتقوم بتأميم الأموال والشركات والمدخرات، وبالتالى يقع معسكر التحرير في مآزق التمويل لفروع عملية التحرير، وعليه أظل قلقاً على أي مصدر من مصادر التمويل، ولذا يجب علينا إيجاد حلول خارج الصندوق؛ لأنني أحتاج إلى عمليات اقتصادية مستمرة حتى نهاية المعركة، والانتصار على دولة الاحتلال العسكري في مصر والعالم العربي.

ماذا نريد؟

نريد إنشاء قوة اقتصادية، سواء كانت بين الدول أو مجموعة شركات أو أفراد، تحقق لنا قوة اقتصادية ومالية، وتحقق لنا النجاح في قطاعات نحن تحتاجها في معركتك للتحرير.

في الحرب تحتاج إلى سلاح (لا أقصد السلاح التقليدي)، والسلاح يحتاج إلى نقود كافية لاستمرار المعركة حتى النصر أو حتى توازن القوة، وتحقق قدراً من النجاح يجبر خصمك على الجلوس على مائدة المفاوضات، وقالوا قديماً الحرب 20% معارك و80% تفاوض.

وهنا يأتي السؤال: كيف تمتلك المال؟

لو رجعنا زمنياً إلى الخلف لوجدنا أن الحركة الإسلامية في مصر، وهنا أخص الإخوان المسلمين في النصف الأول من القرن الماضي، فقد امتلكوا اقتصاداً قوياً جعلهم في عدم حاجة للآخر أياً ما كان، ولذلك كانوا أحراراً في اتخاذ قرارهم، وأن أفرادهم جميعاً مساهمون في الجانب الاقتصادي للجماعة عبر إنشاء شركات في جوانب مختلفة كل شركة تخدم على قطاع ليس بالهين، فمثلاً:

1- شركة المعاملات الإسلامية (أنشأت مصنعاً للنحاس وآخر للبلاط والأسمنت).
2- الشركة العربية للمناجم والمحاجر (لإنتاج الأسمنت والبلاط وأجهزة الطبخ).
3- شركة الإعلانات العربية.
4- شركة الإخوان المسلمين للصحافة.
5- شركة الإخوان المسلمين للغزل والنسيج بشبرا الخيمة.
6- شركة التجارة وأشغال الهندسة (لإنتاج مواد البناء وتدريب العمَّال على حِرَف السباكة والكهرباء والنجارة)، وغيرها من الشركات.

وبالتالي أنت امتلكت قرارك دون الوصاية من أحد عليك، ومنها وجدت مصارف لأنشطتك المختلفة الدعوية والفكرية، بالإضافة إلى تشجيعك لمبدأ الاكتتاب العام في شركات تابعة لك من أفرادك.

وقد تحدثك نفسك كيف لي وأنا الآن تحت يد اختلاف عسكري، وقد جثم على صدري وليس لي حق التنفس.
وأقول لك إنه من السهل جداً إنشاء شركات بالاكتتاب في دول كثيرة، ولتكن بإنشاء شركات منفصلة كلياً في التخصصات أو المجالات، ولتكن كل قارة لها نشاط في مجالات محددة، وتكون شركات متعددة الجنسيات رأس مالها الاكتتاب بين الأفراد، وتعيين إدارة جديرة وقادرة ولها من الكفاءة المهنية ما يؤهلها للنجاح والتفوق مع احتساب نسبة ثابتة سنوياً، وتخدم بها قطاعاً من قطاعات إدارة الدولة، ومنها (التعليم، الإعلام، المراكز البحثية)، وبذلك تكون على أولى الخطوات الصحيحة التي تؤهلك للتوازن المالي، ولا تعاني من ضغط مالي كل فترة لانسداد قنوات التمويل، أو استئثار بعض مراكز القوى بالمقدرات المالية معسكر التحرير؛ لأنه أصبح كل فرد له سهم في تلك المنظومة الاقتصادية التي هي درع حامية لجهود مستمرة نحو التحرير من الاحتلال العسكري والدولة العميقة.

قد تسألني: كيف لي إقناع الناس؟

قد تقول الأفراد أصبحت مثخنة بالجراح ومن يمتلك اليوم دولاراً (بما أنه العملة الأجنبية السائدة) يحاول الحفاظ عليه في دول المنفى، ولديهم ما يكفيهم من الألم والأحزان والسعي على لقمة العيش في دول فتحت لك أبوابها، ولكن هناك عوائق كثيرة قد تواجههم؟

أقول لك لو أنه لو وجد أن لديه ربحاً شهرياً يدخل إلى جيبه بعد فترة التأسيس ودوران عجلة الإنتاج، ولمس لديك المصداقية وليس كما حدث في الماضي من إعطاء ملف المشروعات لشخص لديه اللامبالاة وعدم الكفاءة في إدارة المشروع (وما مشروع المدارس عنا ببعيد)، وإهدار أموال كثيرة ومدخرات الكثير من أفراد مجتمع أو معسكر الثورة، ستجد الشباب ملتفين حولك، داعمين لك في مشروعك الاقتصادي، وأنت تمتلك ما لا يمتلكه الآخرون ألا وهو الأيدي العاملة من أفراد معسكر التحرير.

مثال عملي

لدينا 5 قارات مؤهلة لاستقبال الكثير من المشروعات، ونأخذ على سبيل المثال فقط قارة إفريقيا، يقوم فريق من الباحثين الاقتصاديين، ولا مانع من إنشاء بيوت الخبرة ومراكز الاستشارات لكل قارة، وتقدم لنا ما هي المجالات التي تحقق نجاحاً مالياً في دول هذه القارة في كافة التخصصات من التجارة والصناعة، وبناء عليه يتم الإعلان عن تأسيس شركة متعددة الجنسيات في القارة كلها، وليكن سهم الاكتتاب 100 دولار، ويكون تكليفاً لكل أفرادك مهما كانت الظروف أن تكتتب سهماً واحداً في هذه المنظومة، واضعاً في الاعتبار عن التضارب بين عمل المؤسسة في قارة مع الشركات الأخرى في القارات الأخرى، وحبذا لو صار تبادلاً تجارياً بين الشركات التابعة لك على مستوى العالم، أخذاً في الاعتبار أن القوى العالمية لن تتركك تعمل في هدوء، وتترك لك مساحة العمل، ولذلك يجب عليك اتخاذ خطوات محسوبة جيداً.

دمتم أقوياء بامتلاك اقتصادكم، متخذين كامل السيادة لقراركم.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد