القاتل الليبي الذي تحدى الأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية

محمود الورفلي قام بارتكاب عمليات إعدام خارج القضاء لعشرة سجناء، وهم يرتدون الزي الأزرق، وأيديهم مكبلة، في مشهد يعيدنا لا للحروب الأهلية والعالمية، بل لمجازر أخرى كان قد ارتكبها هذا القاتل المأجور لحفتر في العام الماضي والعام الذي قبله.

عربي بوست
تم النشر: 2018/01/30 الساعة 03:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/01/30 الساعة 03:33 بتوقيت غرينتش

كاميرا في موقع التصوير ومقاتلون ملثمون يحاوطون المكان، وبأيديهم أسلحة حديثة ومتطورة، بالإضافة إلى مركبات عسكرية وهدوء قاتل في خلفية المشهد. هذا كل ما يتطلبه إنتاج فيديو على الطراز الهوليودي، أو على طراز الدواعش لتنفيذ إعدام جماعي لسجناء من قبل قائد محاور ما يسمى بالجيش الليبي في شرق البلاد محمود الورفلي.

محمود الورفلي قام بارتكاب عمليات إعدام خارج القضاء لعشرة سجناء، وهم يرتدون الزي الأزرق، وأيديهم مكبلة، في مشهد يعيدنا لا للحروب الأهلية والعالمية، بل لمجازر أخرى كان قد ارتكبها هذا القاتل المأجور لحفتر في العام الماضي والعام الذي قبله.

الورفلي ملاحق من قبل محكمة الجنايات الدولية في لاهاي؛ فقد أصدر بحقه مذكرة اعتقال من قبل المدعي العام للمحكمة في أغسطس/آب الماضي، وهو مطلوب لارتكابه عمليات قتل خارج القضاء بحق 33 شخصاً في بنغازي وما حولها في شرق ليبيا، في الفترة ما بين يونيو/حزيران 2016 ويوليو/تموز 2017.

والذي زاد بشاعة الجريمة التي ارتكبها الورفلي في نهار يوم الأربعاء، هو أنه أعدم السجناء في نفس المكان الذي قتل فيه 34 شخصاً وجرح فيه أكثر من 80 قبل يوم في ليلة الثلاثاء، عندما انفجرت سيارتان في ساحة جامع بيعة الرضوان في بنغازي؛ ليأتي الورفلي في اليوم التالي ومعه 10 سجناء، وينفذ فيهم حكم الإعدام، وكأنه يرسل رسالة على لسان قائده وقائد قوات الكرامة، أو ما يسمى بالجيش الوطني الليبي خليفة حفتر مفادها: "نقتل هؤلاء لنثبت أننا ننتقم من خصومنا الذين فجروا ساحة الجامع البارحة"، في إشارة مبطنة لإلصاق التهمة بخصوم حفتر السياسيين.

ولكن الغريب في الأمر أن الإعدامات التي قام بها الورفلي حدثت يوم الأربعاء وهو نفس اليوم الذي وصل فيه مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة إلى المرج في شرق البلاد للقاء حفتر.

وهنا تكمن المشكلة؛ لأنه على ما يبدو فإن حفتر ومقاتليه ومرتزقته بوسعهم أن يفعلوا ما يحلو لهم وينتهكوا القوانين الدولية ويخالفوا تعليمات الأمم المتحدة والجنائية الدولية، ولا أحد يستطيع أن يحاسبهم. بل والأسوأ أنهم ينتهكون ميثاق الأمم المتحدة في الوقت الذي كان فيه مبعوثها في ضيافتهم يحاول أن ينال موافقة حفتر بالمشاركة في الانتخابات وعدم عرقلتها!

والسؤال هنا: هل يستطيع الشعب الليبي أن يذهب للانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ظل "وقاحة عسكرية وإجرامية" كهذه تقوم بها ميليشيات يقودها حفتر، الذي ما انفك يهدد بقلب الطاولة على رؤوس حكومة الوفاق وأتباعها، وإعلان ليبيا منطقة عسكرية له ولأبنائه وحاشيته؟

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد