خذ أصواتنا وأعطنا رفاقنا

تفاجأت بك أيها القوي أمام المسيطر السيسي.. لم أستقر على مشاعر أملي أو يأسي من منهما سيسبق الآخر إلى قلبي وعقلي، حيرة عنوانها "أين المعتقلون من خطابك؟" هل حينما قلت "هشام جنينة" نائباً لي لحقوق الإنسان فهي رسالة أن المعتقلين من أولوياتك؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/01/21 الساعة 06:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/01/21 الساعة 06:48 بتوقيت غرينتش

منتصف ليل 20 يناير/كانون الثاني 2018 يخرج علينا سامي عنان معلناً ترشحه ضد نظيره العسكري عبدالفتاح السيسي، هي نفس الليلة منذ سبع سنوات حينما كنا نثور على الاثنين، مر الليل وصباح اليوم يعلن السيسي جملة من أحكام إعدام واجبة النفاذ تطال رقاب 28 روحاً بشرية بريئة، وتسريباً جنسياً لمدير المخابرات المؤقت عباس كامل الذي لم يمر على توليه المنصب ساعات معدودة فيتراجع مقدم البرنامج قبل غروب الشمس عن إذاعته لأسباب أخلاقية.

كل هذا في عدة ساعات ما بين غفلة وإفاقة.. استيقظت على صوت الفريق عنان القارئ من ورق لا من شاشة Auto cue برغم أن هناك فنيين تصوير اجتهدوا في رسم الإضاءة خلفه وعلى وجهه، تساءلت لماذا لم يأتوا بـ Auto cue حتى ينظر إلينا فيزيد تأثيره علينا فتجذبنا كلماته، كان يمسك بالأوراق الطائرة في الهواء بثبات، لم ترتعش يداه، نظراته كانت واثقة، كانت هناك رعشة في عينه اليسرى، لا أعلم هل هي مرضية أم نفسية، لا يهم يا عنان.

تفاجأت بك أيها القوي أمام المسيطر السيسي.. لم أستقر على مشاعر أملي أو يأسي من منهما سيسبق الآخر إلى قلبي وعقلي، حيرة عنوانها "أين المعتقلون من خطابك؟" هل حينما قلت "هشام جنينة" نائباً لي لحقوق الإنسان فهي رسالة أن المعتقلين من أولوياتك؟

أم أن معسكر العسكر لا يلد إلا نفس الفصيلة المستبدة وكلكم استقيتم حليبكم من نفس العقيدة الأم؟

هل أستعد لزيارة بلدي الذي غبت عنه 4 سنوات وشهرين و23 يوماً بعد أن يخف الفريق قبضة عسكره الأمنية على المطارات وبطش العسكر بالشوارع والأزقة لنزور فقط أحبابنا ونجلس معهم على المقاهي، ونتناول طبقاً من الفول على العربة الخشبية الثقيلة ذات اللونين الأحمر والأخضر ثم نرحل حيث نعيش؟

هل أنت جاد فعلاً يا عنان؟
هل لديك النفوذ القوي الذي يمكنك من الصمود أمام اعتقالك أو تصفيتك؟ هل لديك رجالك بداخل وخارج المؤسسات ليخشاك السيسي؟

إن كانت الإجابة بنعم.. فلم لم تخلصنا من هذا الرجل طيلة الأربع سنوات؟

هل لم تأتك الأوامر من صاحب اليد العليا بأن تواجهه؟ إذن هي فرصتك ونحن معك، ولكن هل ستخذلنا يا عنان؟

نحن نريد رفاقنا بالداخل فقط، نريدهم أحراراً، نريد فك أسرهم، نريدهم وخذ كرسيك وأصواتنا، فهي لم تكن إلا للصدع بالحق، خذ أصواتنا وأعطنا رفاقنا وقف بوجه هذا المغتصب وكن رجلاً.
أما نحن.. فكنا رجال أنهكنا رجالكم.
نريد رجالنا الذين يصرخون من الألم لرؤية أطفالهم، زوجاتهم، وملامسة بشرتهم، والاشتياق لأحضانهم، والنوم على أسرتهم، نريد رفاق الضحكة والمقهى والمرسى والمبكى، نريد أن نرى وجوه إخواننا وأخواتنا، نريد أن نرى زوجاتنا، نريد أن نرى آباءنا وأمهاتنا قبل مماتهم، نريد أن تأخذ كل شيء واترك لنا الرحيل إلى دونية الدنيا..
فنحن لسنا رجالاً.. الرجال من قاوم فاستشهد.
أما نحن فأحببنا الحياة.. لن نقاوم، أصبحنا نبحث عن العيش فقط، لا أمل فينا فلا تقلق، كل لديه ما يشغله، فمن يقرأ تلك الكلمات ليلاً سيكون تحت غطائه لينال بعضاً من الدفء، ومن سيقرأه نهاراً فسيكون ساعياً ليطعم فمه وفم أبنائه.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد