لولا “خالد علي” لسقطت مصر

في النهاية ليست مصر الدولة الصغيرة التي يحافظ عليها شخص من السقوط أياً كان هذا الشخص، فلا يغرنكم أحاديث يلقيها أناس ذا غرض، وانظروا في مآلكم اليوم بعد حكم امتد لأربع سنوات لم ننل منه سوى الخوف والجوع والمرض والتفريط، واعلموا أنه لم يمن السيسي عليكم بشيء، فالفضل لله ولكم، واعزموا أمركم فالحقوق تكتسب ولا تمنح.

عربي بوست
تم النشر: 2018/01/20 الساعة 02:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/01/20 الساعة 02:00 بتوقيت غرينتش

يستمر مؤيدو حاكم مصر الحالي عبد الفتاح السيسي في الترويج عن كون مصر لم تسقط؛ نظراً لتواجد السيسي في سدة الحكم، مبرهنين بالأوضاع التي آلت لها دول الجوار العربي من ليبيا وسوريا والعراق، متخذين من هذا الترويج ذريعة للتخويف من حتى التفكير في الأوضاع السيئة التي يعيشها المصريون خلال حكمه، داعين الشعب أن يحمد "السيسي" على منة الحياة التي وهبهم إياها.

وبعد تفكير في منطلق رؤيتهم، أعتقد أن "خالد علي" المحامي الحقوقي والمرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية المقبلة، هو أيضاً يجب أن يروج له بأن لولاه لسقطت مصر، ولأصبح تاريخ الشعب المصري وعزته وكبرياؤه وحتى ذكرى ثورة يناير أساطير الأولين، فلقد أقدم خالد حينما تراجع الجميع، وبقي حينما آسر الكل الهجرة، ودافع عن الأرض والحياة دفاع المستميت.

خالد المحامي، لم يهتم كثيراً بالشاشات التلفزيونية، ولا بالتنظير على أبناء بلده كما يجيد ساسة وطنه، ولكنه حمل راية الدفاع عن حقوق المصريين وقضاياهم في مختلف محافظات مصر، فنجده حيناً في أقصى جنوب البلاد ساعياً للحصول على حق مواطن أوديت حياته داخل أحد أقسام الشرطة، وفي حين آخر مسافراً إلى بلاد الغرب باحثاً ومستقصياً لإثبات مصرية جزيرتي تيران وصنافير اللتين تخلى عنهما السيسي طواعية للمملكة السعودية.
لم يكن خالد وحده حقاً لكنه كان في معظم القضايا رائداً مقداماً حينما يتوانى الجميع.

خالد المصري، الذي ولد لأسرة متوسطة تشبه أسر المصريين أغلبهم، تعلم كما يتعلم العامة، زاملهم في المدارس والجامعات، وعمل بمهن أخرى قبل أن يمتهن المحاماة، كما نفعل جميعاً معشر الشباب في مصر، واجهته مشكلات توفير تكاليف الزواج والحياة الكريمة، ثار معنا ضد الظلم، رافعاً راية الحرية والعدل، ويكأنه الأمل الذي يحيا الإنسان لأجل أن يحققه أو يحققه أحد أبنائه، فلولا إقدامه هذا لظل الجميع مأسورين في حكم الطبقية، الذي حررتنا منه الأديان، وأورثتنا إياه الأنظمة.

خالد الإنسان، ليس نبياً ولا ولياً، يخطئ ويصيب، ليس مثالياً نختلف معه ونتفق، فليس هو منارة للحق، وإنما هو مثل الجميع يسير على خطاه فقط، وأعتقد أن من قضي عمره مدافعاً عن المظلومين يصعب عليه أن يذيقه لشعبه حين يملك، كما أن خالد ليس قاتلاً، ولم يحرض عليه.
لهذا أرى أنه لولا دفاع خالد عن المظلومين، لسقطت مصر جميعاً في الظلم، ولولا جهاده لمصرية تيران وصنافير لسقطت مصر في التنازل، ولولا وصوله للترشح اليوم لأعلى منصب في الوطن، لسقط من المصريون الأمل دون عودة، كما أنه كما وصف حملته الانتخابية "طريق لبكرة"، ولا آمل منه سوى أن يمهد هذا الطريق لنصل إلى غدٍ أفضل من اليوم.

في النهاية ليست مصر الدولة الصغيرة التي يحافظ عليها شخص من السقوط أياً كان هذا الشخص، فلا يغرنكم أحاديث يلقيها أناس ذا غرض، وانظروا في مآلكم اليوم بعد حكم امتد لأربع سنوات لم ننل منه سوى الخوف والجوع والمرض والتفريط، واعلموا أنه لم يمن السيسي عليكم بشيء، فالفضل لله ولكم، واعزموا أمركم فالحقوق تكتسب ولا تمنح.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد