سبع سنوات مضت على ثورة 25 يناير، وما زالت محل خلاف بين مؤيديها ومعارضيها.
فنحن من كنا في الميادين نواجة جحافل النظام وزبانيته وهم في قوتهم الغاشمة ونحن بصدور عارية نهتف من أعماقنا: "عيش.. حرية.. كرامة إنسانية"، غير مبالين بالرصاص والخرطوش ولا أدواتهم القمعية، كنا في نظرهم ممولين وعملاء.
ما زالت يناير تشكّل لنا حالة من العشق، فهي كانت الحلم والأمل في مستقبل أفضل والإطاحة بنظام قبَع على صدورنا عقوداً يمارس هو وزبانيته كل أنواع الفساد والتجريف لمجتمعنا المصري في كل شيء.
كنا نعيش في وطننا كالغرباء، فأرض الكنانة والأهرامات والحضارة والتاريخ أصبحت تحتل الأرقام الأولى في الفساد وأمراض الفشل الكلوي وفيروس سي، والتأخر في التعليم والأولى في الأمية وكأننا اخترنا طريق الفشل لنسير فيه.
فكانت يناير الصحوة التي كسرت حاجز الصمت والخوف.
يناير التي تغنّى بروعة شبابها كل قادة العالم.
يناير التي شكَّلت وحدة المصريين وجمعت شملهم وكلمتهم وهدفهم، وهم يصدحون: عيش.. حرية.. كرامة إنسانية.
يناير القوة التي أطاحت بنظام عنيد وغبي كنا نظن أنه لن يرحل عن صدورنا.
يناير أبداً لم تكن مؤامرة ولم يقُم بها خونة ولا ممولون بل شعب مؤمن بمصريته ويدافع عنها.
يناير كان شبابها هم وقودها وهم شهداءها، ومن دمائهم صنعت العزيمة وصمد الرجال سلميين يواجهون الرصاص بكل ثبات وقوة، يهتفون: الشعب يريد إسقاط النظام.
يناير صنعت الأبطال وأعادت للتاريخ رونقه وجسارته.
يناير كانت حلماً تحول إلى حقيقة بإرادة شعب يصبر لكنه لا يموت.
يناير كانت ثورة صنعت التغيير الحقيقي للشعب المصري حتى لو تم تقويض الثورة ومحاربتها.
يناير تغنى بشبابها القاصي والداني من كل العالم.
يناير كانت ثورة الشعب المصري التي أعادت الروح للوطنية المصرية.
يناير قال عنها كل زعماء العالم كلمات من المجد يتغنون بسلمية الشعب المصري ووطنيته وروحه الطاهرة.
يجب أن نربي أبناءنا ليصبحوا مثل شباب مصر (باراك أوباما) وقال أيضاً: مصر خدمت الإنسانية لأكثر من 6000 سنة، والآن تستطيع أن تعود لريادة الشرق الأوسط والعالم.
لا جديد في مصر فقد صنع المصريون التاريخ كالعادة، هكذا قال رئيس وزراء إيطاليا.
شعب مصر أفضل شعوب الأرض – رئيس النمسا.
شباب يناير هم أجمل من أنجبتهم البلاد – محمد حسنين هيكل.
يجب أن ندرس ثورة المصريين بمدارسنا – رئيس وزراء بريطانيا.
شعب قام بثورة وفي النهاية يقوم بتنظيف شوارعها، شعب قرر الإيمان بمبادئه والاستبسال لتحقيق أحلامه، مؤمناً بأنه يستطيع إيماناً منه بالحرية وتحقيق التغيير المنشود.
ستظل يناير هي الثورة التي نتغنى بها حتى لو كره المغرضون، والذين يكيلون لها الاتهامات بالعمالة والخيانة فهؤلاء هم الانتهازيون المستفيدون من وأد ثورة شعب.
صحيح يناير لم تنجح في تحقيق طموح شبابها، ولكنها فتحت الطريق، حتى بعد النكبات التي أصابتها والتناحر والانقسام المغرض الذي تفشى من الوصوليين الذين اعتلوا منصاتها لأغراضهم الدنيئة، وإيماناً منا صدقناهم حتى قوضوها.
ولي أن أعترف بأنني كواحد من المشاركين في يناير وما قبلها من أحداث لم ولن نقبل على أنفسنا أبداً أن نُتهم بالخيانة والتمويل ولا العمالة، إنما خرجنا من أجل مستقبل وطننا وأبنائنا ونهضة وطننا وفقط.
فسلام لأرواح شهدائنا، لهم كل المجد، وتحيا مصر.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.