لنشرةٍ إخباريةٍ قادمةٍ يكتب قلمي، ويخفق قلبي، وتتحرك معابري ومشاعري، ويعيش من جديد خيالي، ويعود بذاكرته لـ"كاسك يا وطن"، و"صباح الجزائري" ونشراتها الإخبارية التي عادت اليوم تلتهب في أذنك سيدي المستمع، وعينيك سيدي المشاهد بعد آخر الإشاعات العالمية الأميركية.
فقد قيل على لسان أحدهم برعاية شركة "السلام" وتمويل شركة "اللي داخل بين البصلة وقشرتها" التابعة لملكه تصريح خطيـــــر وساذج في نفس الوقت يلخص بأن القدس عاصمة "إسرائيل" تحت أحد الموديلات الجديدة الشائعة من زمن بعيد في هذا العالم الملقب "تصريح بلا حق لحق بلا تصريح"، وقد علقت "الآنسة كارلو" على هذا الخبر:
بعد تحيتها المستهلة بـ"سيداتي سادتي أسعد الله أوقاتكم.." عقدت حاجبيها وانطلقت:
"شهد الشارع الفلسطيني استياء واستنكاراً تمثل بالكف عن حرق إطارات السيارات في الشوارع الفلسطينية وخنق المواطنين بدلاً من خنق مَن يحتاج الخنق، ومن أبرز المواقف الحاسمة الخروج في مظاهراتٍ سميت بمظاهرات "الصمت" ومظاهرات "يداً بيد" واعتصامٍ سمي "بالثقافة وليس بالحجر"..
وعلى الصعيد الإسلاميّ العربيّ توحد العرب واتفقوا على قمة قادمة كانت أبرز نتائجها المفاجئة "رفض القرار واعتباره حبراً على ورق" ككثير من الاتفاقيات التي كانت تحصل ولا يلتزم الطرف المقابل بأي منها، وأيضاً أضافوا أنها انتهاك لمجهودات أوسلو وكامب ديفيد وغيرها من أفكار السلام التي مضت.
وأضافت بما لم يكتب:
"القدس بعد القرار لم أرَها، ولكن رأيتها في منامي بعد الفجر وصوت الأذان وترانيم كنيستي القيامة لا تزال ترن في أذن كل مؤمنٍ من الأديان الثلاثة ومحبّ لسلامٍ يتكون من أربعة حروف: سين سنعود، لام للقدس، الألف أجلنا، والميم مصيرنا مهما تأخرت عقولنا ووحدة أيدينا وطال سباتنا، فالأيام دول فقد طلعت الشمس وتعانقت مع صفار ذهب قبة المسجد الأقصى من جديد بعد ذلك القرار المشؤوم، ووقفت كفلسطين منتصبة القامة ومرفوعة الهامة ولم تعتبر ذلك التوقيع غير حبرٍ على ورق ليس لأحد الحق في التحبير عليه؛ لأنه مرتبط ببساطة بالله -عز وجل- التي منحها مكانة قدسية، فهو القادر على حمايتها ورعايتها وصونها مهما طال البطش".
وهكذا انتهت نشرة "الآنسة كارلو" وكلماتها الأخيرة التي انقطع الصوت عنها وبدأ دور تعليقي على نشرتها:
ما سلف مما كُتب هو عقلي وقلبي في جمعة الغضب، وحق القدس عليّ في أرض الرباط وليس غضباً؛ لأن القدس ليس بحاجة إلى غضب، بل بحاجة إلى ثلاث: عقل يفكر، وقلب مؤمن، ويد تعمل، وستبقى القدس متلازمة فلـسطين.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.