لماذا ينتابُ البعضَ شعورٌ بالذنب بعد استيقاظهم من النوم، واختبارهم لحلم يصور خيانتهم لشريك العمر؟ في هذا الصدد، يقدِّم لنا أحد الخبراء بعض التفسيرات.
تطرح بعض الأحلام الغريبة بحسب صحيفة le figaro الفرنسية، التي تكتسي طابعاً جنسياً بعضَ الأسئلة، التي تدفع الشخص إلى التفكير فيها طيلة الساعات العشر التي تلي استيقاظه. ومن بين الأحلام المزعجة، رؤية النائم لنفسه وهو بصدد ممارسة الجنس مع شخص آخر غير شريك حياته.
فهل لهذه الأحلام أي صلة بالواقع؟ في هذا السياق، طرحنا مجموعة من الأسئلة على توبي ناثان، الحائز الأستاذية الفخرية في علم النفس، من جامعة باريس 8، ومؤلف كتاب "أسرار أحلامنا".
هل تعكس تلك الأحلام ما نعيشه في الواقع؟
حقيقة، لا تعكس هذه الأحلام ما نعيشه على أرض الواقع، إلا في حالات نادرة. لذلك، لا يعتبر ما يراه الإنسان في أحلامه سوى بعض المشاهد التي رسخت في ذهنه خلال الأسبوع الذي سبق الحلم، في حين يكون مصدر بعض الأحلام الماضي البعيد، أو مجرد مخططات مستقبلية يأمل أن يحققها.
هل هذه الأحلام شائعة؟
انطلاقاً من اطلاعي على قاعدة البيانات المتعلقة بالأحلام طوال العشرين عاماً الماضية، في بعض الدول الأجنبية، على غرار الولايات المتحدة الأميركية وهولندا، توصلت إلى أن الأحلام ذات الطابع الجنسي ليست شائعة، كما لا يكثر الحديث عنها. من جانبهم، غالباً ما يحلم الفرنسيون بالموت، سواء موتهم أو موت أحد أقاربهم.
هل تكشف تلك الأحلام الجنسية شيئاً عن شخصيتنا؟
تحمل الأحلام في عمقها جانباً جنسياً، ولكن ليس كما يتوقعه عامة الناس. نحن نعلم منذ زمن بعيد أنه وفي مرحلة نوم حركة العين السريعة، التي تتسم برؤية الفرد لأحلام طويلة وغريبة، والتي لا يتذكر منها شيئاً، عادة ما يثار الرجل أو المرأة جنسياً، ولكن دون وجود عامل إثارة.
قد يعيش الإنسان تجربةً لم يكن ليرغب في خوضها في أحلامه، كأن يرى نفسه بصدد ممارسة الجنس مع إحدى قريباته، أو أن ترى المرأة نفسها تجامع امرأة أخرى، أو الرجل مع رجل آخر.
وفي هذا الإطار، لا تعني هذه الأحلام بالضرورة أن الشخص لديه ميول مثلية مكبوتة.
هل تعكس رؤية الشخص لنفسه وهو بصدد خيانة شريكه شيئاً ما؟
تحيل هذه الأحلام إلى المخاوف أو التوتر الذي يعيش في ظله الفرد، ولكنها لا تتمحور بالضرورة حول الرغبة الجنسية، ولا تعكس تفاعل الإنسان مع مشكلة آنية.
وفي أسوأ الحالات، تشير هذه الأحلام إلى وجود مشكلة أكبر من مجرد رغبة جنسية. وتعكس الأحلام ذات الطابع الجنسي أحياناً الحياة المهنية للشخص. في الأثناء، يحمل الشعور بتأنيب الضمير دلالة يجب الانتباه لها.
هل هناك رمزية مختلفة عندما يخوننا الشريك؟
عندما نرتكب خطيئة الخيانة في الحلم، لا يعني هذا الأمر أننا نفعل ذلك في الواقع.
في الوقت ذاته، يحمل الحلم ذو الطابع الجنسي دلالاتٍ عدة، يجب معالجتها، على غرار الشخص الذي يعاني من مشكلات يجب عليه حلها أو التفكير فيها بشكل جدي. ففي الواقع، يعد الحلم بمثابة آلة تطرح أسئلة لم يتم التطرق لها بشكل واعٍ.
في الغالب، تشير الأحلام ذات الطابع الجنسي إلى حالات الخيانة التي تتواتر في محيط الشخص أو من قبل أحد أقربائه أو أصدقائه، كما قد تعكس مجرد شعور سيئ يكون مصدره الحياة المهنية أو الشخصية.
ما دلالة الأحلام التي يضاجع فيها الشخص شريكه السابق؟
في الحقيقة، تعتبر تلك الأحلام شائعة جداً، حيث تمثل 30% من الأحلام الجنسية. وعادة ما نستيقظ منها ونحن نشعر بتأنيب الضمير، ولكنها لا تعني أبداً الرغبة في العودة إلى الحبيب الذي فارقناه.
فيما قد تشير هذه الأحلام إلى خيارات الشخص أو الحلول التي اختارها مرغماً في إطار حياته. وهنا يتبادر سؤال لذهنه مفاده: "لقد اتخذت قراراً يقضي بالابتعاد، فهل كان هناك خيار أفضل لأقوم به حتى أحافظ على علاقتي بشريكي".
التحدث أثناء النوم
ويُعد التحدث أثناء النوم، أو ما يعرف باسم somniloquy، واحداً من عددٍ من اضطرابات النوم (والتي تتضمَّن المشي أثناء النوم والكوابيس الليلية)، بحسب ما ذكرت صحيفة The Guardian البريطانية.
الأسباب وكيف تتجبنها
وفي هذا الشأن، تقول نيرينا راملاخان، أخصائية علاج اضطرابات النوم ومؤلفة كتاب "Fast Asleep, Wide Awake": "من خلال خبرتي، يمكن ربط الأمر بالجهاز العصبي وتحفيزه فسيولوجياً بدرجةٍ كبيرة، وهو ما يمكن أن يكون ذا صلةٍ بالاستخدام المُفرط للتكنولوجيا قبل الذهاب إلى السرير، أو تناول كمياتٍ كبيرة من الكافيين".
لكنَّ هذه الأنواع من السلوكيات يمكن أن تحدث مع الأشخاص الذين يرهقون أنفسهم، ويسعون للكمال، لكنَّهم عادةً يتراجعون عن قول ما يريدون قوله حقاً. وعندما يذهبون إلى النوم، يتسرَّب منهم الكلام في أثناء نومهم".
وتُعد فكرة كشف أسرار الأشخاص أثناء نومهم أمراً مثيراً. فهناك تطبيقات تُسجِّل الكلام أثناء النوم (يسمح تطبيق "Sleep Talk Recorder" للبشر برفع تسجيلات تمتماتهم المرحة أثناء النوم).
