حذرت السعودية، الإثنين 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، إيران من أنها "لن تسمح بأي تعديات" على أمنها الوطني، فيما يتزايد التوتر بين البلدين إثر إطلاق الحوثيين في اليمن صاروخاً باليستياً باتجاه الرياض السبت 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وكتب وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في تغريدات على تويتر: "التدخلات الإيرانية في المنطقة تضر بأمن دول الجوار وتؤثر على الأمن والسلم الدوليين، لن نسمح بأي تعديات على أمننا الوطني".
وأضاف الجبير: "تحتفظ المملكة بحق الرد، بالشكل والوقت المناسبين، على تصرفات النظام الإيراني العدائية، ونؤكد أن لا تسامح مع الإرهاب ورعاته".
وفي وقت يتصاعد التوتر بين الرياض وطهران، أكد وزير الخارجية السعودي في تغريداته، أن "الإرهاب الإيراني يستمر في ترويع الآمنين وقتل الأطفال وانتهاك القانون الدولي، وكل يوم يتضح أن ميليشيا الحوثي أداة إرهابية لتدمير اليمن".
ومساء السبت، أعلنت السعودية أن قواتها اعترضت فوق مطار الرياض صاروخاً باليستيا، أطلقه المتمردون الحوثيون في اليمن باتجاه العاصمة؛ ما أدى إلى سقوط شظايا منه في حرم المطار.
وسارعت الرياض إلى تحميل طهران المسؤولية في إطار دعمها للحوثيين الشيعة بالسلاح والمال، وهددت بالرد، ليس على المتمردين فحسب؛ وإنما على إيران أيضاً.
وتقود السعودية منذ مارس/آذار 2015، تحالفاً عسكرياً في اليمن؛ دعماً للحكومة المعترف بها وفي مواجهة المتمردين المتحالفين مع الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.
وجاء في بيان للتحالف، نشرته وكالة الأنباء الرسمية السعودية: "ثبت ضلوع النظام الإيراني في إنتاج هذه الصواريخ وتهريبها إلى الميليشيات الحوثية في اليمن، بهدف الاعتداء على المملكة وشعبها ومصالحها الحيوية".
من جانبها، رفضت إيران، الإثنين، "الاتهامات غير المسؤولة والاستفزازية" التي أطلقتها السعودية ضدها، بعدما تحدث التحالف العسكري الذي تقوده الرياض باليمن عن ضلوع طهران في إطلاق الصاروخ الباليستي على العاصمة السعودية، والذي تبنى الحوثيون مسؤوليته.
ورفض الناطق باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، في بيانٍ، اتهامات التحالف الذي تقوده السعودية، واصفاً إياها بأنها "مجحفة وغير مسؤولة ومخربة واستفزازية".
وكان التحالف العسكري الذي تقوده الرياض في اليمن أعلن، في بيان، الأحد، أنه قرر أن يغلق بشكل موقت كل المنافذ اليمنية الجوية والبحرية والبرية، وذلك غداة إطلاق المتمردين الحوثيين صاروخاً باليستياً، جرى اعتراضه فوق الرياض.
وقد تبنى الحوثيون، قبل ساعات من ذلك، إطلاق صاروخ باليستي يبلغ مداه نحو 750 كيلومتراً واستهدف مطار الرياض، وهي المرة الأولى التي يصل فيها صاروخ أُطلق من اليمن إلى هذه المسافة القريبة من العاصمة السعودية.
وفي طهران، تحدث قاسمي عن "جرائم الحرب والاعتداءات السعودية بحق الشعب اليمني على مدى عدة سنوات"، معتبراً أن إطلاق الصاروخ "رد مستقل، ويعود سببه إلى الاعتداءات السعودية وليس إلى إجراءات أو تحريك من أي دولة أخرى".
ودعا المتحدث الإيراني الرياض إلى "الابتعاد عن الإسقاطات والاتهامات الجوفاء، والعمل على وقف الهجمات ضد الشعب اليمني البريء والأعزل في أسرع وقت، وتمهيد الطريق للحوار بين اليمنيين بهدف إحلال السلام في هذا البلد".
من جهته، قال قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، إنه "أساساً، لا إمكانية لنقل الصواريخ إلى اليمن"، كما نقلت عنه الصحافة الإيرانية.
وأضاف أن "هذه الصواريخ التي تُطلق، متعلقة باليمن نفسه، حيث قاموا هم أنفسهم بتطويرها وزيادة مداها؛ للثأر لدماء شهداء اليمن".
وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية شبه الرسمية "إيسنا"، فإن لجنة مراقبة الإعلام التابعة للسلطة وجهت إنذاراً إلى صحيفة "كيهان" الإيرانية المحافظة؛ لأنها عنونت يوم الإثنين: "إطلاق صاروخ أنصار الله (الحوثيون) ضد الرياض والهدف المقبل سيكون دبي".
واعتبرت اللجنة أن هذا العنوان "يخالف المصلحة والأمن القومي" الإيرانيَّين، كما أفادت "إيسنا".
وقطعت الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع طهران في يناير/كانون الثاني 2016، بعد تخريب سفارتها في العاصمة الإيرانية من قِبل متظاهرين كانوا يحتجون على إعدام رجل دين شيعي بارز بالسعودية.