عزل مسعود بارزاني ومحاكمته عسكرياً.. ضرورة مصيرية

تعنُّت وغرور مسعود وسياسته الرعناء أخرجت كركوك من تحت سيطرة حكومة كردستان يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول 2017؛

عربي بوست
تم النشر: 2017/10/22 الساعة 06:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/10/22 الساعة 06:27 بتوقيت غرينتش

-1-
قبل استفتاء انفصال كردستان عن العراق الذي جرى في 25 سبتمبر/أيلول 2017 وخلال حملة دعائية في مدينة أربيل، قال مسعود بارزاني إنه سيتحمل وحده مسؤولية تبعات الاستفتاء وما ينتج عنه من مخاطر تهدد الأمن القومي والاقتصادي والسياسي في كردستان، تمادى بارزاني في وعده قائلاً: "سأتحمل المسؤولية حتى لو كان الثمن قطع رقبتي.. نصحه الكثيرون داخل كردستان وخارجها بأن التوقيت خطأ والظروف الداخلية الكردية والإقليمية والدولية ليست صالحة كي ينفصل الشعب الكردي عن العراق ويعلن دولته المستقلة، لكن بارزاني تعنت برأيه وزمّ شفتيه غروراً وإصراراً.

تعنُّت وغرور مسعود وسياسته الرعناء أخرجت كركوك من تحت سيطرة حكومة كردستان يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول 2017؛ بسبب انسحاب فجائي غير مبرر لقوات البيشمركة المتمركزة في المدينة لمواجهة قوات الجيش العراقي وميليشيا الحشد الشعبي، قوات البيشمركة هذه -والمكونة من "الفرقة سبعين" و"الفرقة ثمانين" تابعة لمسعود بارزاني- تتلقى الأوامر والتعليمات كافة، من شن هجوم أو انسحاب، منه شخصياً.

انسحاب هذه القوات والتفريط في مدينة كركوك وتهجير الأكراد من هذه المدينة وتعريض الأمن القومي الكردي للخطر، يضع مسعود بارزاني أمام خيارين لا ثالث لهما، بحسب دستور كردستان، المادة الـ4 قانون جنائي معدل:
– الاستقالة فوراً وسحب جنسيته ونفيه إلى بلد آخر، وبذلك يكون قد حفظ ما تبقى من قطرات ماء قليلة بوجهه، يريح ويرتاح.
– إذا أصر على بقائه في السلطة ولم يستقل ودياً، يجب عزله وتقديمه إلى محاكمة عسكرية وطنية بتهمة إصدار أوامر عسكرية في غير محلها ومن دون مبرر، والتفريط في أرض الشعب الكردي (مدينة كركوك) وتعريض أمن المواطنين للخطر والتسبب في تعكير صفو الأمن الوطني والتعايش السلمي.

-2-
ربما تتساءل صديقي القارئ: لماذا تم افتعال هذا السيناريو المخزي المذلّ للبيشمركة وللشعب الكردي في كركوك:

– لكي يُخرج بارزاني نفسه من مأزق وورطة الاستفتاء، حيث إنه بعد التفريط في كركوك وتقدّم القوات العراقية وكسر إرادة البيشمركة، أصبحت نتيجة الاستفتاء من دون قوة قانونية ودستورية وعسكرية تحميها وتسعى لجعلها واقعاً ملموساً، وعليه يكون بارزاني حقق أهم شرط من شروط الحكومة العراقية (إلغاء نتيجة الاستفتاء) لبدء علاقات سياسية جديدة بين كردستان وبغداد تحفظ له كرسيه وسلطته العرجاء.

– اقتطاع كركوك من كردستان إدارياً وجغرافياً يعد ضربة موجعة للعمق الاستراتيجي للاتحاد الوطني الكردستاني الغريم الدائم لحزب مسعود بارزاني، حيث إن الاتحاد الوطني الكردستاني ذو أغلبية ونفوذ واسع في مدينتي كركوك والسليمانية تقابله أغلبية ونفوذ حزب مسعود في أربيل ودهوك، لكن الآن وبعد إخراج مدينة كركوك من تحت يد الاتحاد الوطني الكردستاني أصبحت كفة الميزان السياسي في صالح حزب مسعود، خصوصاً أن انتخابات برلمانية ورئاسية عامة في العراق ستجرى قريباً.

-3-
جدير بالذكر، أن غباء أفراد الشعب الكردي يحمّلهم مسؤولية جزء كبير من المآسي التي تنهال عليهم من قادتهم، فبعد أن جلب لهم مسعود قوات صدام حسين عام 1996 وأباد كردستان عن بكرة أبيها التفوا حوله وانتخبوه رئيساً لإدارة أربيل آنذاك! وفي عام 2004 بعد أن حوّل مسعود وأزلامه كردستان إلى مستعمرة تركية صوّتوا له كي يصبح رئيساً لإقليم كردستان!

بعد عام 2014 ومن جراء استكبار بارزاني وافتعاله أزمات مع الحكومة العراقية حول نفط كركوك ومواردها الطبيعية، دخلت كردستان في أزمة اقتصادية حادة، حيث تم قطع رواتب الموظفين ومصادر رزقهم من قِبل الحكومة العراقية ولم يقدر بارزاني؛ لكونه رئيساً لكردستان، أن يوفر لهم هذه الرواتب مع أنه كان مسيطراً على نفط كركوك، ولم يعرف أحد أين تذهب الأموال والعائدات النفطية المقدرة بالمليارات.

على الرغم من هذا كله، خرج بفيلم استفتاء انفصال كردستان عن العراق وإعلان الدولة الكردية، وقد أطاعه الشعب الكردي مرة أخرى وانجرُّوا وراءه وهم الملسوعون منه مرات ومرات.

وهذه هي نتائج استفتاء مسعود كما أسلفتها، كسر شوكة البيشمركة التي كان يُضرب بها المثل عالمياً بالقوة والشجاعة، وضياع مدينة كركوك وتهجير سكانها الكرد، وإلغاء نتائج تصويت الاستفتاء أوتوماتيكياً، وسيشهد الشعب الكردي لسعات بارزانية أكثر وأكثر وأياماً سوداء كاحلة إذا لم يتم إقالة وعزل مسعود بارزاني قريباً.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد