فيلم الشياطين وشعار “تحيا مصر”

إن هذا القتل ربما يُطيل جلوس الديكتاتور على كرسي العرش الزائف أكبر قدر من الوقت، وفي الوقت ذاته، لن يتوقف أي ديكتاتور أو سفاح عن تكرار القتل والقتل طالما طال مكثه على ذلك العرش الزائف؛ لأن زحزحة أي قاتل عن وظيفته التي تحميه من المحاكمة، ستقدمه للتحقيق والمحاكمة والقصاص؛ وهذا معناه، أن أي (حاكم سفاح) لن يترك كرسي الحكم إلا على جثته!

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/29 الساعة 06:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/29 الساعة 06:49 بتوقيت غرينتش

وبعد عدة عقود من زمن الفيلم، وجدنا القتل ذاته يتم تحت شعار (تحيا مصر ومحاربة الإرهاب) منذ انقلاب السيسي في 3/7/2017!
فمجموعة أرض اللواء الأخيرة قُتلت عن بكرة أبيها على يد ضباط في الأمن الوطني! فكيف تسفك الدماء بدون محاكمة المتهمين؟ وإذا كانوا من الإرهابيين، فلماذا لا يتم التحقيق معهم حتى تعرف الدولة منْ وراءهم ومنْ يمدهم بالسلاح والمال، هذا إن كان معهم سلاح أو كانوا إرهابيين حقاً! وما الفرق بين الإرهابيين الذين يقوم بأعمال إرهابية في سيناء وغيرها وبين قتل الداخلية لهؤلاء الشباب وغيرهم (خارج القانون)؟!
وما الفرق بين شريعة الغابة وهذا القتل الممنهج من الدولة للمعارضين خارج القانون؟! فلا ثمة تحقيق تم معهم، ولا وكيل نيابة عرف جرائم هؤلاء المقتولين، ولا قاض حاكمهم محاكمة عادلة، ولا الشعب المصري عرف حقيقة إرهابهم إذا كانوا إرهابيين!

وحين تسفك الدولة دماء المصريين دون محاكمة، أليس هذا العمل إرهاباً؟! وإرهاب الدول أخطر وأعظم جرماً من إرهاب الأفراد.

ولماذا لم نجد جرحاً واحداً لأفراد الأمن الذين يقومون بهذا القتل الممنهج؟ ولماذا تقتل أعداد كبيرة جداً من أفراد الأمن بسيناء وبدون أي إصابة لأحد من الإرهابيين؟!

طبعاً، من الواضح أن الأفراد الذين تصفّيهم الداخلية عزل من السلاح وغالبيتهم مخطوفون قسرياً، ويتم تجميعهم داخل إحدى الشقق، ويصفّون بدم بارد، ثم تعلن الداخلية تصفيتهم، وتنشر صوراً لهم وبجوارهم أسلحة!

أي طفل لا يقتنع بهذه الصور الساذجة ولا بحكاية أن الأمن قد تعرض لضرب نار أو أي أسلحة من هؤلاء الأفراد! وماذا صنع الضحية بهذا السلاح المصور بجواره؟ ولماذا لم يدافع به الضحية عن نفسه على الأقل!

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد