على الرغم من السمعة الطيبة للنظام الانتخابي الذي يعتمد آلية سانت ليغو لتحويل أصوات الناخبين إلى مقاعد في السلطة التشريعية، فإن هذه السمعة لم تعد كذلك في العراق الذي تحولت فيه هذه الآلية إلى مصدر خوف من قِبَل كثير من الأحزاب الصغيرة والمستقلين الذين ينوون المشاركة في الانتخابات.
فالتجارب الناجحة لتطبيق قانون سانت ليغو في عدد من الدول جعلته حين يذكر يتبادر إلى الذهن أن الكيانات والأحزاب السياسية الصغيرة سوف تنصف دون الإضرار بمصالح الكيانات والأحزاب السياسية الكبيرة، لكن التعديلات التي أُجريت عليه في العراق في انتخابات 2014 جعلته مثاراً للتشكيك من قِبَل كثير من الأطراف، ولفهم التغييرات التي أجريت على سانت ليغو لا بد من المرور على مراحل تطورها قبل أن تعدل على الطريقة العراقية.
1- سانت ليغو
ظهرت هذه الآلية مطلع القرن الماضي بعد الانتقادات الكبيرة التي وُجهت لطريقة (هوندت وكانت تقسم النتائج على 1-2-3 …) التي اتهمت بمحاباة الأحزاب الكبيرة، وكانت قسمة الأرقام في آلية سانت ليغو تتم بالتقسيم على الأرقام (1 – 3 – 5 – 7 ….).
2- سانت ليغو المعدل
بعد تطبيقها في الدنمارك والنرويج والسويد، تعرضت آلية سانت ليغو للانتقاد؛ لأنها لم تقلل من سطوة الأحزاب الكبيرة بشكل كبير، فعدلت لتكون بالقسمة على (1.4 – 3 – 5 -7 ….) لتنصف الأحزاب الصغيرة نسبياً بشكل لا يضر بالأحزاب الكبيرة.
3- سانت ليغو العراقي
بعد تطبيق آلية سانت ليغو المعدل السابقة في انتخابات مجالس المحافظات عام 2013 وتحقيقها قدراً من العدالة النسبية، انتقدت بشكل كبير من قبل الأحزاب الكبيرة؛ لأنها أتاحت فرصة للأحزاب الصغيرة والمستقلين للوصول إلى الحكومات المحلية، وظهور ما اصطلح على تسميته (الأعضاء الآحاد) الذين صعدوا منفردين أو بأحزاب صغيرة، ما دفع الكيانات السياسية الكبيرة إلى السعي لتغيير القانون قبل إجراء الانتخابات البرلمانية، وبالفعل أجريت الانتخابات البرلمانية عام 2014 وفقاً لقانون أُطلق عليه (سانت ليغو المعدل) بعد أن تم تعديل المعدل (على الطريقة العراقية)؛ لتتم القسمة على (1.6 – 3 – 5 – 7 ….) ولم يأتِ هذا القانون بشيء جديد للأحزاب الصغيرة التي هدرت أصواتها لصالح الكتل الكبيرة.
4- سانت ليغو العراقي المعدل
طرح البعض تعديل آلية سانت ليغو المعدل عراقياً لتكون قانوناً لانتخابات مجالس المحافظات المقبلة بالقسمة على (1.7 – 3 – 5 – 7 ….)، وهذا القانون إن أقر فإنه سيؤدي إلى فوز الكيانات السياسية الكبيرة والمتوسطة المائلة للكبيرة على حساب المتوسطة المائلة للصغيرة والكيانات والأحزاب الصغيرة والمستقلين.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.