المئات يفرُّون من بلدة سعودية غالبيتها شيعة.. وهذا ما نعرفه عن المدينة التي “تُدمَّر” مبانيها التاريخية الآن

عربي بوست
تم النشر: 2017/08/02 الساعة 14:28 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/08/02 الساعة 14:28 بتوقيت غرينتش

تشهد بلدة العوامية، شرق المملكة العربية السعودية، نزوح المئات من مواطنيها خلال اليومين الماضيين مع تصاعد الاشتباكات بين قوات الأمن السعودية ومسلحين من الشيعة.

نشطاء ووسائل إعلام سعودية قالوا إن مئات الأشخاص لاذوا بالفرار من البلدة، بعد أن اشتد القتال في الأيام الأخيرة.

وتحاول السلطات، منذ مايو/أيار، هدم الحي القديم؛ لمنع المتشددين من استخدام أزقته للإفلات من قبضة السلطات، على حد تعبيرهم.

وسهَّلت القوات السعودية خروج الهاربين من الاشتباكات التي أسفرت عن مقتل 7 أشخاص على الأقل، بينهم شرطيان، حتى الثلاثاء.

ودعت محافظة القطيف أهالي الأحياء المحيطة بحي مسورة بالبلدة والراغبين في السكن خارج البلدة، التي تشهد الاشتباكات، للتوجه إلى مقر المحافظة؛ لتعويضهم بالسكن أو ما يقابله من تعويض مادي.

وقال محافظ القطيف إن التعليمات صدرت لتوفير السكن للأشخاص الراغبين في الخروج من الأحياء المحيطة بالمسورة في العوامية.

ويتهم نشطاء محليون قوات الأمن بإجبار مئات السكان على الخروج من العوامية بإطلاق النار، بشكل عشوائي، على منازل وسيارات وهي تواجه مسلحين في المنطقة، وهي اتهامات تنفيها السعودية. وقالوا إن عدة منازل ومتاجر أُحرقت أو تضررت بسبب القتال.

ووفقاً لموقع "مرآة الجزيرة" الإخباري، الذي كثيراً ما يعكس وجهات نظر الشيعة، يقول السكان أيضاً إن الحياة باتت لا تُحتمل؛ بسبب الانقطاع المتكرر للمياه والكهرباء، في ظل درجات حرارة تزيد على 40 درجة مئوية.

الموقع أشار، في تقرير له الأربعاء 2 أغسطس/آب 2017، إلى أن الطائرات الحربية السعودية حلقت في سماء بلدة العوامية، لأول مرة منذ نحو 3 أشهر، في إطار ما تقول إنه عملية مطاردة لمسلحين ومطلوبين أمنيين.

وبحسب الموقع، يقول الأهالي ونشطاء حقوقيون إن السلطة تمارس حرباً طائفية تستهدف اقتلاع الشيعة من مناطقهم الغنية بالنفط، وتطارد نشطاء ومحتجين على خلفية مشاركتهم في التظاهرات التي شهدتها المنطقة منذ فبراير/شباط 2011.

ما نعرفه عن العوامية

شبكة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، رصدت 7 معلومات عن بلدة العوامية السعودية، جاء فيها:

1- تقع على الخليج وهي ذات غالبية شيعية.

2- يقدر عدد سكانها بـ30 ألفاً، وتطل على الخليج العربي، وذات أغلبية شيعية، وتقع في المنطقة الشرقية بالمملكة.

3- منطقة المسورة، الحي التاريخي، بالعوامية يبلغ عمرها 400 عام، وتتمتع بتراث فريد، وذلك بحسب الأمم المتحدة.

4- العوامية هي مسقط رأس رجل الدين البارز نمر النمر، الذي أدى قيام السلطات السعودية بإعدامه إلى تصاعد الاضطرابات في المنطقة الشرقية.

5- المظاهرات والاحتجاجات بدأت بالعوامية في شهر فبراير/شباط 2011، حينما كانت المنطقة العربية تعيش ذروة الربيع العربي، واتهمت السلطات السعودية حينها رجال دين شيعة، وعلى رأسهم نمر النمر، بالتحريض على المظاهرات.

6- الرياض تقول إنها ستقوم بإزالة حي المسورة، الذي يتألف من شوارع ضيقة، بعدما أصبح ملاذاً لـ"المسلحين الشيعة"، حسب قول السلطات.

7- السلطات السعودية تقول إن الهدف من هدم الحي يأتي في إطار تطويره، وإن بعض البيوت في الحي تعود لـ100 عام، وإجمالي عددها 488 بيتاً، حسب مسح أجرته عام 2014. وقد تم تقدير قيمة كل المنازل وقبض أصحابها قيمتها، وانتهت المهلة المعطاة لهم للخروج من الحي.

وتشدد الأمم المتحدة على ضرورة وقف الحكومة السعودية أعمال الهدم لحي تاريخي، والذي يتعرض سكانه لضغوط الإخلاء من دون توفير سكن بديل أو تعويض مناسب، وتتهم قوات الأمن السعودية بالإقدام على "إحراق يتعذر إصلاحه" لمبانٍ تاريخية وبإجبار السكان على الفرار من منازلهم.

تحميل المزيد