كنت قد شهدت هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر في نيويورك، ولا يمكن أن أنسى الرعب الذي نجم عن انهيار البرجين، وستستمر المعاناة التي خلفها الغزو الأمريكي ما بعد الحادي عشر من أيلول/سبتمبر.
كنت شاهد عيان على الدمار الذي حل بالعراق والإرهاب الذي تفشى فيه، ولا يمكنني أن أنسى كذلك قصف غزة والمجازر التي وقعت فيها. ثم أصبحت أشاهد الألم والمعاناة أكثر سوءا بعد الانتفاضات العربية.
لقد أوجدت خطوط التصدع التي ولدها غزو العراق موجات متتالية تركت آثارها في أرجاء الشرق الأوسط كافة وشمال إفريقيا. تساقط الطغاة في البداية، ولكن عندما أوشك "نظام الحرب العالمية الأولى" على الانهيار، اشتغلت قوى "الأمر الواقع" في سوريا لتحبط مطالب التغيير.
لو لم يتم وقف الثورة السورية لما آلت الأوضاع في مصر ولا في غيرها من بلدان المنطقة إلى ما هي عليه اليوم. حتى في الخليج، كان يمكن لحوار أن ينطلق حول الملكيات الدستورية الناشئة.
لكن شيئا من ذلك لم يحدث. قبل شهور من انقلاب تموز/يوليو في مصر، كتبت في القاهرة في شهر كانون الأول/ديسمبر أقول: "يحتاج ليبراليو مصر إلى أن يفهموا أن ميدان التحرير مكان جيد لكي تُوجه منه الرسائل إلى مصر وإلى مرسي، ولكنه ليس مكانا جيدا لممارسة السياسي. إن السبيل الوحيد للانتقال بهذا الصراع على السلطة إلى أرضية مشروعة يتم فوقها التصارع بحرية في أي وقت، هو التخلص من نظام الوصاية، ما لم يدرك الحزبان اللذان تنقصهما الخبرة في أقرب وقت ممكن أنهما يلعبان بالنار، فقد نجد مصر فجأة في معمعة انقلاب بحكم الأمر الواقع."
هل كان من الممكن أن يقع شيء مشابه في تركيا؟ كان آخر انقلاب قد وقع في عام 1997، وكان يعرف بعملية انقلاب الثامن والعشرين من شباط/فبراير.
كان انقلاب الثامن والعشرين من فبراير نسخة غير دموية من انقلاب الثالث من تموز/يوليو في مصر. انطلق ضباط الجيش مع "عناصر مدنية" في الوقت نفسه وبدأوا التنفيذ، بينما أشاحت العواصم الغربية ببصرها إلى الجهة الأخرى، وأجبرت حكومة منتخبة على الاستقالة وتمت نتيجة لذلك الإطاحة بها.
ولقد واجهت حكومة العدالة والتنمية محاولات مشابهة منذ عام 2002، وخاصة بعد عام 2006 حين بحث من حاولوا الانقلاب بكل إصرار عن ظروف مواتية للنيل من الحكومة والإطاحة بها، إلا أنهم ما لبثوا في كل مرة يردعهم ما كانت تحظى به الحكومة من تأييد انتخابي مطرد.
وحينما حاولوا إعاقة انتخاب عبد الله غول في الانتخابات الرئاسية لعام 2007، واجهت الحكومة الهجوم وردت عليه بزيادة حصتها من الأصوات التي حصلت عليها في عام 2002 بما يزيد عن ثلاثين بالمائة.
لقد شهد من تجاوزت أعمارهم الأربعين عاما في تركيا أنه حتى انقلابيي 12 أيلول/سبتمبر(1980) عرضوا على المحاكم وحوسبوا وعوقبوا، وتشكلت لديهم قناعة نتيجة لذلك بأن الستارة قد أسدلت أخيرا ابتداء من عام 2010 على "عهد الانقلابات" في تركيا.
من كان بإمكانه أن يخمن أن من تجاوزت أعمارهم الأربعين عاما سيشهدون في حياتهم محاولة انقلابية ثالثة؟ وبذلك تكررت تارة أخرى تلك العبارة التركية المبتذلة: "انقلاب في كل عقد".
يصعب جدا أن يشرح المرء، خاصة للناس خارج تركيا – المحاولة الانقلابية التي وقعت العام الماضي من حيث تعلق الأمر بمنفذيها وأهدافها. يمكن لقصة تشتمل على عناصر خارجية، وعلى غموض، وتقليد الحشاشين (الاغتيال)، والإدمان على الاستخبارات، ودور العواصم الأجنبية، أن تكون مثيرة جدا للفضول، ولكنها على وجه التأكيد ليست يسيرة على الفهم.
أما بالنسبة لتجربتي الشخصية مع الانقلاب، حينما كنا نتعرض للقصف ونحن في أنقرة من قبل طائراتنا في بلادنا، جال بخاطري ما رأيته في أماكن أخرى من نيويورك إلى القاهرة، ومن فلسطين إلى العراق وسوريا وليبيا.
أتذكر بجلاء – دون أن أسمع ذلك من أي مكان آخر – من الذي ظننته يقف وراء ارتكاب المحاولة الانقلابية: إنهم الغولينيون! فهم وحدهم كانوا قادرين على القيام بذلك، ليس فقط لأنهم اخترقوا الجيش والقضاء وغيرهما من مؤسسات الدولة، ولكن أيضا لأنهم وحدهم كانوا قادرين على القيام بهذا الجنون.
بالنسبة للانقلابيين السابقين، كان الانقلاب يعني قلب النظام، وليس مهاجمة المرء لبلده بالأسلحة الفتاكة. على الأقل كان الهدف الحقيقي للانقلابيين السابقين هو النخبة السياسية فقط لا غير.
لقد استهدف انقلابيو السابع والعشرين من أيار/مايو رئيس الوزراء، وأما في انقلاب 1980 فقد استُهدف الشباب من اليمين ومن اليسار. وفي انقلاب عام 1997، أجبر الانقلابيون الحزب السياسي الذي كان في السلطة على الخروج من الحكم وحظروا الحزب نفسه.
أما الغولينيون، فكانوا سلالة في غاية الغرابة، وهذا ما دفعني لأن أغرد في الساعات الأولى من السادس عشر من تموز/ يوليو قائلا: "هذه ليست محاولة انقلابية. إنها حملة إرهابية شاملة ضد الشعب وضد الحكومة المنتخبة وضد الجيش نفسه".
في الحقيقة، يمكن تشبيه العشرات من تغريداتي التي انطلقت من ليلة الخامس عشر وعلى مدى يوم السادس عشر من تموز/ يوليو بنص أعد لفيلم قصير يحكي قصة تجربتي يوم الخامس عشر من تموز/ يوليو.
فعندما عدت إليها وقرأتها بعد عام، لم أكن أذكر حتى كيف كتبت معظمها. كان الهدف من جميع تغريداتي باللغتين العربية والإنجليزية تلك الليلة هو إطلاع العالم على الخطر الذي شعرت به شخصيا يقترب مني ويكاد يغتالني.
ومع ذلك، لم تكن تلك هي المرة الأولى التي تواجه فيها تركيا التهديد الغوليني في الخامس عشر من تموز/ يوليو.
ما ميز ما جرى يوم الخامس عشر من تموز/يوليو، هو أنه بالمقارنة مع الانقلابات السابقة، كان الخامس عشر من تموز/يوليو هجوما إرهابيا كامل المواصفات والأركان وحركة يقصد بها الاحتلال.
أول محاولة قام بها الغولينيون كهجوم عسكري كانت في الحقيقة قد وقعت يوم السابع من شباط/فبراير من عام 2012 حينما حاولوا التحريض على إلقاء القبض على مدير دائرة المخابرات التركية. ثم جاءت محاولة انقلابية أخرى أعد لها بشكل مشترك القضاء والشرطة في السابع عشر من كانون الأول/ديسمبر من عام 2013. ولذلك، بالنسبة لمن يتابعون الأحداث السياسية عن كثب، لم يكن ثمة ما يعتبر غير طبيعي في استخدام مصطلح "الانقلاب" بالترادف مع فتح الله غولين.
وبالنظر إلى العديد من المزاعم التي تقدم بها فتح الله غولين ضدي أمام المحاكم التركية، ما كنت أشهده كان في واقع الأمر تطويعا سياسيا عالميا لحكايتي الشخصية.
بعد أن حاولوا إلقاء القبض على مدير دائرة المخابرات التركية في السابع من شباط/فبراير 2012، كتبت مقالة بعنوان "انقلاب السابع من شباط/فبراير".
قلة قليلة من الناس كانت على استعداد لتقبل حجم الخطر الغوليني في ذلك الوقت. كثيرون اعتبروا إطلاق عبارة "محاولة انقلابية" على ما جرى يوم السابع من شباط/فبراير أمرا خرافيا ومضللا في الوقت نفسه.
لم يكن جهدا فكريا سهلا أن تحاول أن تشرح للناس خارج تركيا الخطر الذي كانت تمثله منظمة الغولينيين. لم يكن من السهل الزعم بوجود جناح عسكري داخل منظمة متطرفة في سلميتها، كان لها واجهة مدنية تتعمد خداع الآخرين، منظمة نصف مؤسساتها حول العالم تحمل أسماء تدخل فيها مرادفات مثل السلام، والانسجام، والحوار والتفاهم.
مازالت مواقع التواصل الاجتماعي وأعمدة الصحف تزخر بردود الأفعال التي انطلقت عندما استخدمت للمرة الأولى في عام 2012 عبارة الحاجة إلى "نزع سلاح مجموعة غولين".
من الفرضيات التي تصارعت معها بشكل خاص وتحديتها ما بعد عام 2010 كانت تلك التي تقول إن الغولينيين، الذين زرعوا عشرات الآلاف من الرجال داخل الجيش وفي الشرطة، بالإضافة إلى آلاف آخرين في جهاز القضاء، كان ينظر إليهم بشكل أو بآخر على أنهم "منظمة غير مسلحة".
لقد وفر الخامس عشر من تموز/يوليو وبشكل مأساوي، تأكيدا لما كان يراودني من شكوك بهذا الخصوص. وبالشكل نفسه، حينما جذب نشطاء الغولينيين انتباهنا بعد أن بدأوا يظهرون بشكل مكثف في وسائل الإعلام المحلية والدولية ما بعد أواخر عام 2015، شعرت بالحاجة لأن أكتب مقالا قبل أربعة أشهر ونصف من المحاولة الانقلابية في مطلع شهر آذار/مارس 2016 بعنوان "دعوات الانقلاب".
وجدت نفسي أحذر من أن "أي محاولة للانقلاب مصيرها الفشل" لأن تركيا لم تعد تركيا الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين. بالنسبة لمجموعة استثمرت الكثير جدا من أجل أن تتسلح، سيكون من الصعب عليها أن تلتزم الهدوء.
وكما يقولون إن البندقية التي تظهر مدلاة من الجدار في الأفلام السينمائية، سوف تستخدم في النهاية لإطلاق النار على شخص ما، فإن منظمة لديها عشرات الآلاف من العناصر المسلحة سوف تلجأ في نهاية المطاف إلى سفك الدماء في يوم من الأيام.
يمكن اختصار عملية ما بعد الخامس عشر من تموز/يوليو بأنها مبادرة "نزع سلاح منظمة فتح الله غولين الإرهابية". من الطبيعي جدا أن تظهر عدة تعقيدات في عملية هدفها إجبار منظمة مسلحة على نزع سلاحها.
إلا أن هذه المشاكل لا يمكن مقارنتها بما كان يمكن أن يسود من معاناة ودمار لو أن انقلاب الخامس عشر من تموز/يوليو قدر له أن ينجح.
لم يكن صعبا التكهن بمدى السوء الذي ستكون عليه المعاناة، التي بدأت بمجرد أن سمعتُ أصوات الطائرات النفاثة المقاتلة ليلة الخامس عشر من تموز/يوليو وإلى أي مدى كانت ستستمر.
فأنا، كشخص فكر مليا وكتب مرات عديدة حول الخطر الذي تشكله هذه المنظمة التنبؤية، كان بإمكاني أن أخمن ليلة الخامس عشر من تموز/يوليو بأن نهاية الجنون الغوليني ستكون تحت رحمة العالم الخيالي لهذا الداعية غولين، الذي يعاني من الانفصام.
إذا ما تذكرنا النموذج الفاشستي للمجتمع في رواية الخيال العلمي لفونيغات، فلن يكون عسيرا التنبؤ بما يمكن أن تقوم به منظمة مثل منظمة فتح الله غولين الإرهابية، التي تتحكم بحياة مئات الآلاف من الرجال بشكل سلطوي. في العادة توصف أفلام هوليوود السينمائية التي تحكي قصص "المجتمعات الفاشستية" بأنها مثيرة للفضول، وغامضة، وتقع ضمن الخيال العلمي، إلا أن الشعب التركي شهد في يوم الخامس عشر من تموز/يوليو كيف تحولت خيالات هوليوود السريالية إلى واقع.
لقد كتب الكثير عن المحاولة الانقلابية يوم الخامس عشر من تموز/يوليو في تركيا، إلا أن ما يجذب انتباهي هو نوعية هذا الكم المتنامي من الأدبيات ذاتها. لم يعد الفقر الفكري، ولا انعدام القدرة المزمن على فهم تركيا، ولا انعدام الموضوعية هو ما يجذب اهتمامي.
ما كنت بعد كل شيء لأتوقع أن تبقى وسائل الإعلام في حالة صحية في هذا الزمن من الركود السياسي الكوني. فهناك أزمة أخرى أكثر أهمية، تتمثل في المستوى المتدني من الاهتمام العالمي الفكري والأكاديمي والإعلامي بمحاولة انقلابية غير مسبوقة في بلد مثل تركيا.
من كان يقف وراء المحاولة الانقلابية في تركيا؟ أي نوع من المنظمات تلك هي جماعة غولين؟ لماذا وكيف – وعلى الرغم من الانقسامات المجتمعية الخطيرة والاستقطابات الحاصلة – يتفق 99 بالمائة من الناس في تركيا على أن فتح الله غولين يقف من وراء المحاولة الانقلابية؟ ومن هو فتح الله غولين؟ وما هي طبيعة منظمة فتح الله غولين الإرهابية؟ وهل هناك أي منظمة غير حكومية أو شركة أو منظمة دولية أخرى لديها فروع وشعب في 70 بالمائة من بلدان العالم؟
وبشكل مشابه لوضع داعش التي لم تخضع خلفيتها إطلاقا للتساؤل (بما في ذلك ارتباطاتها الاستخباراتية وعلاقاتها بمختلف البلدان والطبيعة التي تشبه المقاول بالباطن، وتجمع الناس من شتى الأصول والمنابت والمشارب داخل داعش، والانتقائية في الأعمال التي لا تكاد تعرف منطقا سياسيا في الغرب إلخ.)، تركت منظمة فتح الله غولين الإرهابية، بوصفها المرتكب للمحاولة الانقلابية يوم الخامس عشر من تموز/يوليو، بما في ذلك قياداتها، في منأى عن التساؤل.
ويبدو أنه كلما تعمق الركود الجيوسياسي، سوف تجد جماعات الاغتيال مثل منظمة فتح الله غولين الإرهابية وداعش مزيدا من الأرض ومزيدا من الهامش، وستستمر في تلقي الدعم. دعونا نتذكر أن واحدة من تلك المجموعات الاغتيالية، وأقصد داعش، خرجت من العراق حيث الولايات المتحدة هي في واقع الأمر "مالك البيت" بينما قيادة المنظمة الثانية، وأقصد منظمة فتح الله غولين الإرهابية، تتخذ بأسرها من الولايات المتحدة الأمريكي مقرا لها.
يأتي انعدام الاهتمام بمنظمة فتح الله غولين الإرهابية بالرغم من حقيقة أنها منظمة ثرية ومثيرة للاهتمام من حيث قيادتها ومنهجها، تتضاءل أمام حجم شبكة العلاقات الدولية التي تحظى بها منظمة فتح الله غولين الإرهابية إمكانيات القاعدة وداعش، رواد "العصر الجديد من الإرهاب"، وهما نفسهما نتاج علاقات معقدة وقذرة.
هذه منظمة تشارك في "حوار الأديان" مع البابا، ولكنها تقصف البرلمان التركي بالقنابل. يندد زعيمها بالقاعدة على صفحات أكثر الصحف الأمريكية نفوذا، وينتقد المنظمات الفلسطينية لممارستها العنف ولكنه يأمر بقتل المئات من المدنيين في تركيا.
تتجاوز فوائد إجراء قراءة فكرية سياسية ونفسية جادة لهذه المنظمة والقيام بعمل إعلامي جيد حولها مجرد محاولة فهم هذه المحاولة الانقلابية في تركيا. مثل هذا العمل يمكن أن يوفر لنا معلومات غاية في الأهمية عن الأسباب التي مكنت منظمات مثل داعش وفتح الله غولين الإرهابية من النمو السريع والهائل في زمننا هذا.
سوف يساعدنا ذلك في فهم لماذا وكيف يختار الناس المنحدرون من أديان متباينة وهويات تنتمي إلى ما يزيد عن مائة دولة الانضمام إلى داعش، المنظمة الإرهابية التي لا تعد الناس إلا بالموت.
بإمكان ذلك أن يساعدنا على فهم كيف يتسنى لمنظمة مثل فتح الله غولين الإرهابية ارتداء وجوه متعددة وتنظيم نشاطاتها في 173 بلدا، ومع ذلك تلجأ إلى استخدام القوة لقتل 250 إنسانا بريئا خلال ساعات قليلة. طالما استمر الركود الجيوسياسي، فسوف تستمر أيضا هذه المنظمات الدعوية التنبؤية مثل منظمة فتح الله غولين الإرهابية ومنظمة داعش.
يمكن من منظور آخر اعتبار الخامس من تموز/يوليو محاولة لنقل عدوى الانهيارات الجيوسياسية الدموية التي تنتشر في المنطقة منذ عام 2002. يمكن لعدم الاستقرار في تركيا أن يجلب عواقب لا قبل لأحد بإصلاحها في أوروبا وفي أرواسيا وفي الشرق الأوسط.
ينبغي أن يكون معلوما أن الأتراك الذين أوقفوا الدبابات في الخامس عشر من تموز/ يوليو لم يمنعوا وقوع كارثة في تركيا فحسب، بل ساهموا بذلك في قطع الطريق على زلزال وعلى تسونامي كانا على وشك أن يضربا المنطقة بأسرها.
أكثر أجزاء الخامس عشر من تموز/يوليو حزنا هو الفشل الذريع الذي مني به الغرب في الانتصار للديمقراطية. فكل أولئك الذين دعموا بشكل مباشر أو غير مباشر الانقلاب الدموي في مصر واختاروا عن سبق إصرار وترصد تجاهل المذابح في سوريا، هم أنفسهم الذين وقفوا متفرجين على المحاولة الانقلابية في تركيا. بل لقد انحطوا بأنفسهم إلى حد اتهام الرئيس أردوغان في الساعات الأولى من المحاولة الانقلابية.
مثل هذه المقاربات، التي لا تشذ عما شهدناه إزاء انقلاب الثالث من تموز/يوليو في مصر، ستدون في الأرشيفات التاريخية على أنها سجلات من العار.
شكرا للشعب التركي على مقاومته في سبيل الحفاظ على الديمقراطية. بينما يحدوني الأمل في أن تكون حقبة الانقلابات في تركيا قد انطوت صفحتها إلى الأبد، أحيي أولئك الذين سقطوا يوم الخامس عشر من تموز/يوليو، ومعهم كل الأبطال.
وأخص بالذكر الصديق العزيز والأخ والزميل والجار إيرول أولكوك، الذي استشهد على جسر البوسفور الذي لا يمكن أن ننساه أبدا.
كان إيرول من الذين شاركوا بشكل مباشر في النضال من أجل الديمقراطية وساهم في التغيير الذي وقع ليس فقط في تركيا بل وفي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، سوف يظل ذكره محفورا في قلوبنا وعقولنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.