بؤس العرب وحصار قطر

هذا الحصار الذي جاء للأسف من عاصمة الإسلام لا علاقة له بالإسلام، ولم يرضَ به أغلب المسلمين، هذا الحصار يذكرنا بالحصار الذي ضربته قريش على أنصار الدعوة المحمدية، وهذه اللحى التي تساقطت، وهذه الأقنعة التي كشفت، أيام المصطفى؛ ليأتي بعد هذا العار الإعلان عن الفضيحة تاماً كاملاً على شكل مطالب لإنهاء الحصار.

عربي بوست
تم النشر: 2017/07/01 الساعة 04:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/07/01 الساعة 04:00 بتوقيت غرينتش

في مشهد إعلامي يضحك ويبكي في نفس الوقت، يخرج تحالف دول الحصار "السعودية والإمارات والبحرين ومصر" بقرار محاصرة قطر، قطر التي وقفت وما زالت تقف مع الشعوب المطالبة بالحرية، يأتي هذا التحالف بقيادة السعودية التي وقفت ضد الربيع العربي، ودعمت نظام المخلوع مبارك، والتي تدعم الآن نظام عبد الفتاح السيسي، الذي جاء على دماء وأشلاء المصريين، والتي دعمت من قبله النظام التونسي الفاسد، بعد فراره من عدالة الثورة التونسية، رغم مطالبة الشعب التونسي بمحاكمته.

هذا الحصار الذي جاء للأسف من عاصمة الإسلام لا علاقة له بالإسلام، ولم يرضَ به أغلب المسلمين، هذا الحصار يذكرنا بالحصار الذي ضربته قريش على أنصار الدعوة المحمدية، وهذه اللحى التي تساقطت، وهذه الأقنعة التي كشفت، أيام المصطفى؛ ليأتي بعد هذا العار الإعلان عن الفضيحة تاماً كاملاً على شكل مطالب لإنهاء الحصار.

ويا ليتهم اكتفوا بالحصار دون إعلان هذه المطالب، لكان لديهم أمام الأمة الإسلامية أعذار وبين يدي الأجيال القادمة، أرحم وأول هذه الفضيحة هو المطالبة بإغماد السيف الواحد تقريباً المسلط على طغاة العرب، إغلاق قناة الجزيرة، تلك القناة التي لم تعد ملكاً لقطر بل أصبحت منبراً للمقهورين من العرب، لكل من لا منبر له، تلك القناة التي لم تعد مجرد قناة بسبب مناصرتها لقضايا الأمة ومظالمها، الجزيرة التي حفرت اسمها بحروف من ذهب على صدر كل عاشق للحرية محب للكرامة الإنسانية، دول الحصار تطالب بإغلاقها.

ليكتمل العار، طالبت دول الحصار بقطع أي مصادر لدعم حركة المقاومة حماس، وهي نفس المطالب التي ما كان يستطيع بنيامين نتنياهو أن يطلب أكثر منها، دول الحصار تريد تقليم أظافر المقاومة وحصارها، وقطع كافة أشكال الدعم عنها؛ لتسهيل إخضاعها للإسرائيليين، إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حولة ولا قوة إلا بالله.

بعد قرار حصار قطر، الحليف القوي للمقاومة، يقصف قطاع غزة من قِبل قوات الكيان الصهيوني، يأتي العدوان "البربري"؛ لكي يكشف عن تنسيق وتخطيط ممنهج بين دول الحصار والكيان الصهيوني، نقرأ هذا التنسيق والتخطيط الممنهج في تصريح أفيخاي أدرعي، الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، الذي قال مؤخراً: إن هناك تحسناً ملحوظاً بالعلاقات السرية والعلنية بين إسرائيل ودول عربية معتدلة، وقال أيضاً أفيخاي أدرعي فيه شريط فيديو: نتمنى الحديث علناً عن الدول العربية التي تنسق معنا.

ونحن نتمنى بدورنا النصر والتمكين لقطر وحركة المقاومة الإسلامية حماس، والفشل والهزيمة للإسرائيليين وأنصار الإسرائيليين، وكل مَن ينسّق ويخطط ويتآمر معهم على الأمة الإسلامية، ونسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن تعود دول الحصار إلى رشدها، وأن تتوب إلى الله من غيّها.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد