بلطجة في شوارع المملكة

ولعل المدقق في سمات هذه الظاهرة بالمغرب يجد أنها لا تختلف عن نسخها العربية، كبلاطجة اليمن أو شبيحة الأسد، وحتى البلطجية في مصر، فأغلب هؤلاء هم أشخاص ذوو سوابق جنائية، وأصحاب مستوى تعليمي منخفض، يعانون من الفقر والتهميش، وهذه الأسباب هي ما تسهل على أذرع السلطة تجييشهم لصالحها، إما عن طريق الإغراءات المادية، أو إيهامهم بأنهم يقدمون خدمة للوطن، أو حتى تهديدهم في بعض الأحيان.

عربي بوست
تم النشر: 2017/06/13 الساعة 04:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/06/13 الساعة 04:27 بتوقيت غرينتش

لم يكن حتى أكثر المغاربة تشائماً يتوقع أن يرى في يوم من الأيام مواطنين مغاربة يتعرضون للضرب على أيدي مواطنين مغاربة آخرين، في تكرار لسيناريوهات وقعت في دول أخرى، لم يخطر على بال أحد أننا سنشاهد النسخة المغربية من موقعة الجمل، لا في شوارع القاهرة، ولكن في مدن مغربية، وبين المغاربة الذين لطالما اشتهروا بالتسامح واللُّحمة الوطنية.

الظاهرة التي بدأت في التناسل بعد حراك فبراير/شباط بشكل مجهري، تحولت الآن لبعبع ضخم، بعد صور الاعتداءات المتكررة على كثير من المتظاهرين الأسبوع الماضي، في الكثير من المدن كالجديدة وتطوان وحتى مراكش وغيرها.

ولعل المدقق في سمات هذه الظاهرة بالمغرب يجد أنها لا تختلف عن نسخها العربية، كبلاطجة اليمن أو شبيحة الأسد، وحتى البلطجية في مصر، فأغلب هؤلاء هم أشخاص ذوو سوابق جنائية، وأصحاب مستوى تعليمي منخفض، يعانون من الفقر والتهميش، وهذه الأسباب هي ما تسهل على أذرع السلطة تجييشهم لصالحها، إما عن طريق الإغراءات المادية، أو إيهامهم بأنهم يقدمون خدمة للوطن، أو حتى تهديدهم في بعض الأحيان.

وقد يكون الفارق الوحيد بين بلطجية المغرب ونظرائهم في باقي دول الربيع العربي، هو مستوى العنف الجسدي والتسليح؛ حيث تقتصر تدخلاتهم على التشويش على المتظاهرين، وتفريق المظاهرات الصغيرة بالهراوات، أضف إلى ذلك الاعتداء اللفظي على النشطاء وتهديدهم بالقتل.

هذه الظاهرة التي بدأت السلطة في تبنّيها ودعمها بشكل غير مباشر، عبر وسطاء وسماسرة، بدأت تؤثر على النسيج الاجتماعي، وتهدد وحدة الشعب، بل وتقف سداً أمام تحقيق تنمية تخدم الجميع، بمن فيهم هؤلاء الذين اختاروا الوقوف في الجانب الخطأ.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد