إلى جميلة الجميلات، تلك المتمردة الرائعة، صاحبة الروح الحساسة والقلب الصافي، صاحبة العقل الناضج، الواثقة من نفسها.. إلى تلك التي لا تؤمن بتراهات بنات جيلها، وإلى تلك التي تسعى وراء أحلامها مهما صعبت، إليها أكتب كلماتي، ولأجل ذلك المرور الواضح في هذه الحياة أسعى.
خدعوكِ يا عزيزتي فقالوا: تمثلين ماركة ملابسك ومكياجك.
خدعوكِ فقالوا: أنتِ هي طول كعبك العالي.
خدعوكِ فقالوا: أنتِ التي تستلذين متعة كتابات المستغانمي فإنكِ تشبهينها جداً وتملكين نفس أفكارها.
والأكثر خداعاً يا عزيزتي، أنك قبلت بهذا التشبيه، فأصبحت أكثر إتقاناً لدور الأنثى القوية التي تصارع ذاتها في زمن الحروب النفسية، فبعد أن كنتِ تعيشين السلم الداخلي، أصبحتِ تخوضين حروباً لا مخرج منها، تتوهمين بأنكِ تهاجمينه، لكن الواقع أنكِ تهاجمين نفسك، فمن هو؟ كيف؟ متى؟ لماذا وأين؟ لا تعلمين أكيد.. إذن لا تجعلي لنفسك صواعق لستِ أهلاً لها.
هي أحلام أو كما يقولون "عدوة الرجال" التي اتبعت طريق النصح، وأرادت لجميع النساء نهايات سعيدة، ولو كانت على حساب وحدتهم الدائمة، فلا يحِق لك يا سيدتي أن تنطلقي من منطلقها لتبرزي وجودك المنعدم.
فأنتِ تقرأين لأجلك، لأجل نظرتك العميقة؛ لكي تميزين نفسك عن البقية باستقلاليتك الفكرية، أما القارئ الموهوب هو الذي يصنع من كل فكرة أفكاراً، يناقش، يحلل، يبحث عن الحقيقة يذهبُ إليها ثم يعود..
تلك القوة التي أراها في عينيكِ الآن، هي اختصار كل شيء، أرى فيك الأمل.. وأجدك الخير المفقود داخل هذا العالم.
أنتِ التي لا تقبلين بالأفكار المستهلكة، تريدين لنفسك ما هو جميل؛ مذهل وبسيط، لا تكتفين بالجاهز، تبحثين عنكِ وعن تلك الأنا المختلفة، في وسط تسود فيه خصال التشابه.
أنتِ التي تقولين "لا" بكل أريحية وداخل مجتمع يُترجمها بأنك تثورين على المبادئ والقيم والعادات والتقاليد.. أنتِ التي تفرضين وجودك، لا تقبلين بالجزء، فإما الكل أو العدم..
أنتِ عزيزتي المتحررة، التي لا تصغي لأفكار التحرر العميقة، وتعلم مكانتها وتتخبط لمكانة أرقى في مجتمعها، تسعى وراء تقديرها لذاتها.
دعيني أقول لكِ: إنك ستصلين إليك، وستكونين رائعة عندما تعيشين الغرابة والوضوح في آن واحد، عندما يرتجف قلبك من الفرح الممزوج بالخوف من المصير والمستقبل وأنتِ تنظرين إلى ما وصلتِ إليه بعد سنوات من الجد والشقاء..
أنتِ عزيزتي التي تقفين وراء أفكارك، تتشبثين بقراراتك، تُعبرين عن مشاعرك بكل فخر، لا تقفين عند مواضع الخذلان ولا الخيانات والمتاعب.
أنتِ التي تخطَّت كونها أنثى لا تصلح لشيء، وتساءلت: "ترى ماذا بعد هذه الأنوثة؟"، وأجابت نفسها بنفسها، ثم وجدت لنفسها مكاناً آمناً لتبسط فيه روحها.. أتمنَّى لكِ سعادة الكون.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.