ماذا وراء عبارة “الاتفاق على طبيعة وشكل ممارسة تقرير المصير” الواردة في تقرير غوتيريش حول الصحراء؟

لطالما ظل عدم التوافق حول طبيعة الحل الذي ينبغي التفاوض عليه بين طرفي النزاع، حجر عثرة في وجه سلسلة من المبعوثين الأممين لحزمة من الأمناء العامين المتتابعين، لكن ما يثير الانتباه هذه المرة هو التغيير في الصياغة، خاصة في المتلازمات التي لطالما وجد فيها كل طرف ضالته لتطمين الرأي العام حول قدرته على تطويع التقارير لصالح طروحته من قبيل "حل يضمن حق شعب الصحراء الغربية في تقرير المصير"، والإشارة إلى المقترح المغربي بمنح الإقليم حكماً ذاتياً.

عربي بوست
تم النشر: 2017/04/30 الساعة 00:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/04/30 الساعة 00:40 بتوقيت غرينتش

"إنني أعتزم اقتراح إعادة إطلاق عملية التفاوض بدينامية جديدة وروح جديدة تعكس توجيهات المجلس".
وتهدف المفاوضات الى "التوصل الى حل سياسي مقبول للطرفين يشمل حل النزاع حول الوضع النهائي للصحراء الغربية من خلال الاتفاق على طبيعة وشكل ممارسة حق تقرير المصير".

كانت هذه فقرات من تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول الوضع في الصحراء الغربية، ولعلها في الوقت نفسه تحمل العديد من الدلالات التي توحي بأن المفاوضات حول الحل النهائي للإقليم المتنازع عليه، ستعود من جديد إلى نقطة الصفر، فأي مصير تُرسَمُ لنا طبيعته وشكله خلف أروقة مجلس الأمن؟

لطالما ظل عدم التوافق حول طبيعة الحل الذي ينبغي التفاوض عليه بين طرفي النزاع، حجر عثرة في وجه سلسلة من المبعوثين الأممين لحزمة من الأمناء العامين المتتابعين، لكن ما يثير الانتباه هذه المرة هو التغيير في الصياغة، خاصة في المتلازمات التي لطالما وجد فيها كل طرف ضالته لتطمين الرأي العام حول قدرته على تطويع التقارير لصالح طروحته من قبيل "حل يضمن حق شعب الصحراء الغربية في تقرير المصير"، والإشارة إلى المقترح المغربي بمنح الإقليم حكماً ذاتياً.

نستخلص من الفقرتين الجديدتين في تقرير غوتيريش ما يلي:
* أن "إطلاق عملية التفاوض بدينامية جديدة" يعني أنه يجب تجاوز وضعية الجمود الحالي وفق أدوات جديدة تقطع مع الآليات المتبعة في الفترة السابقة.

* "وروح جديدة" ما هي إلا دلالة على الإشارة إلى موت كل المقترحات وإغلاق الباب أمام تشبّث كل طرف بصيغة الحل النهائي.

* ولعل عبارة " تعكس توجيهات مجلس الأمن" تمثل أبرز تجسيد لواقع القضية المرهون بتوازنات القوى العظمى التي أضحت المحرك الحقيقي لأطراف النزاع، وأن القضية لم تعد بيد أصحابها كما كانت في السابق.

* نأتي إلى بيت القصيد: وتهدف المفاوضات إلى "التوصل إلى حل سياسي مقبول للطرفين، يشمل حل النزاع حول الوضع النهائي للصحراء الغربية، من خلال الاتفاق على طبيعة وشكل ممارسة حق تقرير المصير".

ولعلها إشارة إلى أن شكل وطبيعة ممارسة حق تقرير المصير ستكون هي الروح والدينامية الجديدة التي سيسعى الأمين العام الجديد ومِن ورائه مجلس الأمن إلى بعثها في تابوت القضية الصحراوية، ولعل ذلك لن يتأتى إلا بالقطع مع الخيارات التي كان يطالب كل طرف بوضعها في استفتاء تقرير المصير المنتظر، الذي أجمعت جل التقارير على أنه هو المتوِّج لأي حل مرتقب.

فهل أُقبر مقترح الحكم الذاتي كحل أوحد يطالب المغرب به؛ لكونه شكلاً من أشكال تقرير المصير؟

وهل أُقبر مقترح الخيارات الثلاثة "الاستقلال والانضمام والحكم الذاتي" كشكل من أشكال تقرير المصير المقترحة من طرف جبهة البوليساريو؟

إن عنوان المرحلة المقبلة -بلا شك- سيكون هو طبيعة وشكل ممارسة حق تقرير المصير ومعارك جديدة، ودائماً تحت رحمة "توجيهات مجلس الأمن".

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد