أحمق جداً من يعتبر الرئيس الجديد لأميركا أحمق أو به علة، و"بوهالي" (غبي) أكثر من يعتقد فيه خيراً لأمتنا على تفرع وتنوع مواقفها، معارضة كانت أم موالاة.
هذا الرجل أمسك بدواليب الحكم بأميركا تقريباً في التوقيت الصحيح (زمنياً) وهو سيتعامل مع جيش من الخبرات والمعاونين المنتصرين لتوجهه والمؤمنين بما يسعى لتحقيقه اعتقاداً وإيماناً.
أميركا أدركت وأحست بمرارة انهزاماتها المتكررة في مواضع أرادت فيها نصراً مبيناً، انهزامات توالت مع كوكبة آخر الرؤساء السابقين وهي تعاني انحداراً اقتصادياً حاداً جراء تهور سياستها الخارجية وقرصنتها من طرف الشركات العابرة للقارات التي لا تؤمن إلا بمصالحها المادية الخاصة بها حتى وإن خلفت مآسي للشعوب وخربت بلداناً.
أميركا تبكي مجداً حضارياً ضيَّعه الساسة السابقون، ولهذا فهي تبحث عن هذا المجد، وجاء ترامب، المتعصب جداً لقومية ولو كانت مركبة. ولهذا، تلقفته أميركا (قصداً) واختارته ليقود المرحلة المقبلة.
جاء ترامب، يريد إعادة مجد أميركا، وغطرسة أميركا، وسطوة أميركا، كما يراها هو، بمنظور سلطوي تسلطي وبمرجعية رأسمالية "وسخة". جاء ترامب ليفعل هذا الفعل السياسي -بالقوة- حتى يرى أميركا التي يحلم بها قوية.
في عهد ترامب، ستغيب القوة الناعمة والعمل الدبلوماسي ويتغير النهج الاستخباراتي؛ ليحتكر في شخصه أو في تمثيلية موالية لفكره كل أسباب القوة وجميع السلطات المنفذة لها، أحبَّ مَن أحبَّ وكره مَن كره. سيفعل ذلك حتى في ظل -وعلى الرغم من- المؤسسات الديمقراطية والمجاميع الحقوقية التي ربما ستشتغل، لكن نتائجها ستضيع بين أروقة البيروقراطية.
طبعاً، لن ينجح ترامب فيما يخطط له بالقوة، لن ينجح في إعادة بناء أميركا القوية بطريقته الخاصة جداً. ولهذا، فإن سياسته القادمة ستتسم بالعشوائية والتخبط، وخصوصاً العدوانية الارتجالية، سيعمق الفوضى وسيُكثّر أعداءه، خصوصاً من الشعوب وكذلك الأعراق والأقليات.
ترامب هو بداية الخراب لأميركا والعالم، العالم سينتفض في أكثر بقاعه وستتعاظم وتيرة الإرهاب وتتنامى دوافعه وتتسع رقعته، ستنفرط آخر حبات عقد السلام في المعمورة، وسيطول حصول الاستقرار، على الأقل في المنظور القريب.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.