أحيت إيطاليا، الرسمية والشعبية، الأربعاء 25 يناير/كانون الثاني 2017، الذكرى الأولى لاختفاء الباحث جوليو ريجيني، في 25 يناير 2016 بمصر، والذي عُثر عليه مقتولاً بعد أيام من اختفائه في منطقة قرب القاهرة، وعلى جسده آثار تعذيب.
فعلى المستوى الرسمي، وبطلب من وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي أنجيلينو ألفانو، التزم موظفو السفارة الإيطالية في القاهرة بدقيقة صمت تذكيراً بهذه الواقعة، وفق بيان للخارجية.
ونشرت وزارة الخارجية في روما، على موقعها الإلكتروني/ تقريراً مصوراً مع نص مرفق يروي تسلسل الأحداث المتصلة بهذه الواقعة منذ اختفاء الباحث في يناير 2016، وحتى العثور عليه مقتولاً في فبراير/شباط الماضي.
وقال بيان باسم ألفانو، إنه "بعد مرور عام على وفاة جوليو ريجيني بالقاهرة بطريقة مأساوية في اليوم نفسه المصادف للذكرى السنوية لاندلاع الثورة المصرية (اندلعت في 25 يناير 2011)، فإن الجرح ما زال ينزف، وهو جرح ليس لعائلته فقط؛ بل لإيطاليا بأسرها".
وأضاف أن "البحث عن الحقيقة أمر لا يخص العائلة فقط؛ بل هو حاجة وضرورة عامة طالبت بها إيطاليا بحزم منذ اليوم الأول، ولن تتوقف عن المطالبة بها أبداً".
وعلى المستوى الرسمي أيضاً، أكد رئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلوني، في تغريدة له حسابه بـ"تويتر"، "الثقة بالعمل الذي يقوم به القضاء الإيطالي، على أمل تحقيق المزيد من التقدم في سبيل الوصول للحقيقة".
وتابع: "بعد عام من جريمة القتل البشعة لجوليو، أجدد قربي من أسرته والتزامنا مع القضاء في إيطاليا بالحصول على الحقيقة".
وبهذه المناسبة، حث جوفاني لينيني، نائب رئيس مجلس القضاء الأعلى بإيطاليا (أعلى هيئة بالسلطة القضائية)، في تصريح رسمي نقله التلفزيون الحكومي، "السلطات المصرية على فعل كل ما يجب عليهم القيام به؛ لإظهار الحقيقة حول النهاية المأساوية لجوليو ريجيني".
وفي السياق نفسه، أصدر رئيسا غرفتي البرلمان؛ مجلس الشيوخ بيترو غراسو، ومجلس النواب لاورا بولدريني، بيانين، طالبا فيهما بالوصول إلى الحقيقة حول هذه الواقعة.
وعلى المستوى الشعبي، شهدت إيطاليا اليوم سلسلة من الفعاليات الاجتماعية، وذلك بدعوة من منظمة العفو الدولية تحت عنوان "365 من دون جوليو".
وتلبية لهذه الدعوة، جرت مظاهرات ووقفات ومسيرات صامتة في المدن الرئيسية الكبرى؛ وهي: روما وفلورنسا، وبيزا بيزار، وبولونيا (وسط)، وميلانو، والبندقية، وبادوفا، وفيرونا (شمال)، ونابولي، وليتشه، وباري ماتيرا، وباليرمو، وكالياري (جنوب)، حيث طالبت بكشف حقيقة الواقعة.
وريجيي، (26 عاماً)، كان طالب دكتوراه في جامعة كمبردج، وكان موجوداً في القاهرة منذ سبتمبر/ أيلول 2015، لتحضير أطروحته للدكتوراه حول الاقتصاد المصري، ثم اختفى مساء 25 يناير 2016، في حي الدقي (غرب القاهرة)، قبل أن يُعثر على جثته على طريق القاهرة-الإسكندرية وبها آثار تعذيب، في 3 فبراير الماضي، وفق بيان للسفارة الإيطالية في القاهرة آنذاك.
ومراراً، اتهمت السلطات الإيطالية نظيرتها المصرية بعدم التعاون كما يجب في التحقيقات بشأن الحادث. ورغم نفي مصر، فقد استدعت روما سفيرها من القاهرة، في أبريل/ نيسان الماضي؛ للتشاور معه حول القضية، ولم ترسل سفيراً جديداً إلى مصر حتى الآن.