بثّ التلفزيون الرسمي المصري تسجيلاً مصوراً للباحث الإيطالي جوليو ريجيني (26 عاماً)، الذي عُثر على جثته، في فبراير/شباط الماضي، بمصر وعليها آثار تعذيب.
وقالت مقدِّمة النشرة الإخبارية في التلفزيون الحكومي، بحسب تسجيل نشرته وسائل إعلام محلية الإثنين 23 يناير/كانون الثاني 2017، إن "وفد النيابة العامة المصرية في لقائه الأخير (ديسمبر/كانون الأول الماضي) بروما سلَّم النيابة العامة الإيطالية إسطوانة مدمجة لحوار دار بين ريجيني وممثل (نقيب) للباعة الجائلين (لم تسمه) سجله الأخير في وقت سابق (لم تحدده) على اختفاء الطالب الإيطالي".
وأضافت النيابة المصرية، في بيان قرأته مقدمة النشرة، أنه وفق التسجيل المصور فقد أوقفت الجهات الأمنية المصرية متابعة ريجيني، بعدما "تبين قصور نشاطه عن حد المساس بالأمن القومي المصري".
ولم يذكر التلفزيون المصري كيفية الحصول على هذا التسجيل، فيما تردد اسم محمد عبد الله في تحقيقات النيابة المصرية كنقيب لنقابة الباعة الجائلين المستقلة في القاهرة، وأنه قابل ريجيني قبل اختفائه، بحسب بيان سابق للنائب العام.
وفي التسجيل المصور، يظهر ريجيني في مشهد ليلي وهو يتكلم بعربية فصحى غير سليمة، فيما يرد محدثه بعامية مصرية، مطالباً إياه بأموال لإجراء عملية جراحية لزوجته.
لكن طالب الدراسات العليا الإيطالي، الذي كان يُجري أحد أبحاثه على الباعة الجائلين، رفض منحه المال، مضيفاً أن النقود التي معه ملك المؤسسة البريطانية (لم يسمها) التي يعمل معها، ولا تخصه شخصياً.
وتحدث ريجيني إلى الشخص، الذي يبدو من سياق التسجيل أنه بائع، عن إمكانية طرح الأخير أفكاراً (لم يحددها) يمكن دعمها من نقابة الباعة الجائلين في القاهرة (غير حكومية).
ولم يُعرف بالضبط تاريخ تسجيل هذا المقطع، الذي بثه التلفزيون المصري عقب إذاعة خبر عن موافقة النائب العام المصري على طلبات للجانب الإيطالي، أمس، بحسب تعليق مقدمة النشرة.
ووافق النائب العام المصري، نبيل صادق، أمس، على طلب إيطالي باسترجاع وتحليل بيانات كاميرات مراقبة محطة مترو في العاصمة القاهرة، تردد أن ريجيني ظهر بها قبل اختفائه.
وريجيني كان طالب دكتوراه في جامعة كمبردج، وكان موجوداً في القاهرة منذ سبتمبر/أيلول 2015؛ لتحضير أطروحته للدكتوراه حول الاقتصاد المصري، ثم اختفى مساء 25 يناير 2016، في حي الدقي (غرب القاهرة)، قبل أن يعثر على جثته على طريق القاهرة-الإسكندرية وبها آثار تعذيب، في 3 فبراير، الماضي، وفق بيان للسفارة الإيطالية في القاهرة آنذاك.
واتهمت وسائل إعلام إيطالية أجهزة الأمن المصري بالتورط في قتله، وهو ما تنفي القاهرة صحته.
ومراراً، اتهمت السلطات الإيطالية نظيرتها المصرية بعدم التعاون كما يجب في التحقيقات بشأن الحادث. ورغم نفي مصر، فقد استدعت روما سفيرها من القاهرة، في أبريل/نيسان الماضي؛ للتشاور معه حول القضية، ولم ترسل سفيراً جديداً إلى مصر حتى الآن.
وشكك بعض المغردين في الرواية المصرية؛ إذ أشار أحدهم إلى مقطع لفيديو ريجيني قال إنه النسخة الكاملة قبل أن يتعرض لحذف بعض الأجزاء منه من قِبل الحكومة المصرية.
وأشار إلى أن التسجيل تم من خلال كاميرا سرية وُضعت في زر قميص نقيب الباعة الجائلين الذي اعتبره يعمل لصالح السلطات المصرية.