دخلت الهدنة الإنسانية التي أعلنت عنها روسيا في مدينة حلب (شمال سوريا) حيز التنفيذ عند الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي (05:00 ت غ) صباح الخميس 20 أكتوبر/تشرين الأول 2016، والهدف – بحسب موسكو – إجلاء مدنيين ومقاتلين راغبين في مغادرة أحياء المدينة الشرقية.
هولاند وميركل يلوحان بخيار العقوبات
من جانبه ندّد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في ختام قمة مشتركة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في برلين، مساء أمس الأربعاء، بالغارات التي تشنها موسكو على المدنيين في حلب، مؤكدين أنهما لا يستبعدان فرض عقوبات على روسيا.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع ميركل في نهاية القمة قال هولاند إن "ما يجري في حلب جريمة حرب. أول الموجبات هو وقف القصف من قبل النظام وداعميه".
من جهتها قالت ميركل إن المباحثات مع بوتين بشأن سوريا كانت "واضحة وقاسية"، واصفة الغارات الروسية والسورية على الأحياء المعارضة في حلب بـ"غير الإنسانية".
كما رفض هولاند وميركل استبعاد خيار فرض عقوبات على روسيا بسبب رفضها وقف الغارات على المدنيين في حلب.
وقال هولاند إن "كل ما يمكن أن يكون بمثابة تهديد يمكن أن يكون مفيداً"، في حين اعتبرت ميركل أنه "لا يمكننا أن نحرم أنفسنا من هذا الخيار".
وعن التهدئة الإنسانية التي أعلنت روسيا أنها ستلتزم بها الخميس في حلب قال هولاند إنه تكون لديه "انطباع" بأن الهدنة التي أعلنت عنها موسكو في حلب لمدة 11 ساعة نهار الخميس يمكن أن "تمدد".
وقال هولاند: "نحن نخرج من هذا اللقاء ولدينا انطباع بأنه يمكن تمديد الهدنة، ولكن يعود للنظام السوري ولروسيا أن يبرهنا عن ذلك".
وكان الجيش السوري أعلن مساء الأربعاء أن الهدنة الإنسانية في الأحياء الشرقية في مدينة حلب ستطبق على مدى 3 أيام لـ8 ساعات يومياً بدءاً من صباح الخميس، بعدما كانت روسيا تحدثت عن سريانها ليوم واحد.
وتهدف الهدنة – وفق موسكو – الى فتح الطريق أمام إجلاء مدنيين ومقاتلين راغبين بمغادرة الأحياء الشرقية عبر 8 ممرات، اثنان منهم للمقاتلين، هما طريق الكاستيلو شمال حلب وسوق الهال في وسط المدينة.
دي ميستورا: الهدنة الإنسانية لإجلاء 200 جريح
فيما أعلن المبعوث الدولي الى سوريا ستيفان دي ميستورا، أمس الأربعاء، أن الهدنة "كافية" لإجلاء 200 جريح من الأحياء الشرقية للمدينة والخاضعة لسيطرة المعارضة.
وقال دي ميستورا في مقابلة مع قناة "آر تي إس" التلفزيونية السويسرية العامة إن الهدنة "كافية إذا ما طبقناها سريعاً لتنفيذ عملية إخلاء طبي، في الواقع ما نحن بحاجة إليه في الحال هو التمكن من إجلاء 200 جريح منذ أيام عديدة".
ولم يوضح المبعوث الدولي ما إذا كانت ساعات الهدنة الـ11 ستسمح بإيصال مساعدات إنسانية الى 275 ألف شخص محاصرين في الأحياء الشرقية بحسب الأمم المتحدة.
وفي الأساس كان مقرراً أن تستمر الهدنة التي أعلنت عنها روسيا من جانب واحد لمدة 8 ساعات، إلا أن رئاسة الأركان الروسية أعلنت لاحقاً تمديدها الى 11 ساعة "بناء على طلب منظمات دولية"، بحيث ستبدأ في الساعة الثامنة من صباح الخميس (05:00 ت غ) وتنتهي في الساعة 19:00 (16:00 ت غ).
ورداً على سؤال عما إذا كان قصد فعلاً ما أعلنه قبل أيام من أنه مستعد لأن يرافق شخصياً مقاتلي جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً قبل إعلان فك ارتباطها بتنظيم القاعدة)، إذا ما وافقوا على مغادرة الأحياء الشرقية لحلب بأمان، أجاب المبعوث الدولي: "حتماً أنا مستعد لذلك".
وأضاف: "هناك أوقات يتحتم فيها على المرء أن يخرج من أماكن المؤتمرات والاجتماعات وأن يعطي ضمانات حقيقية ومادية لاسيما لأولئك الذين يكرهوننا ويحتاجون الى الحصول على ضمانة".
وأضاف: "لا يمكنني إعطاؤهم ضمانات سياسية لأنهم لن يصدقوها ولكنهم قد يصدقون أنني أضع نفسي على المحك لمساعدتهم".
وشدد المبعوث الدولي على أن الأزمة السورية على صعوبتها لم تنل من عزيمته، وقال: "لم أفكر بالاستقالة".
وبدأ الجيش السوري في 22 سبتمبر/أيلول هجوماً للسيطرة على الأحياء الشرقية في حلب، ونجح في إحراز بعض التقدم بدعم جوي روسي كثيف. وأوقع القصف الروسي والسوري مئات القتلى وألحق دماراً كبيراً لم تسلم منه المستشفيات.
وتعد مدينة حلب الجبهة الأبرز في النزاع السوري، وهي تشكل محور المباحثات الدولية منذ تصاعد التوتر الروسي الأميركي على خلفية انهيار هدنة في 19 سبتمبر صمدت أسبوعاً.
ويعيش سكان شرق حلب في ظروف إنسانية صعبة في ظل تعذر إدخال المواد الغذائية والأدوية والمساعدات منذ 3 أشهر.