قالت وسائل إعلام رسمية والمرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الأحد 2 أكتوبر/تشرين الأول 2016، إن القوات الحكومية السورية والقوات المتحالفة معها، تقدمت شمالي حلب مواصِلةً حملتها التي بدأت قبل أسبوع لاستعادة الجزء الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة من المدينة، بعد أن استهدفت عشراتُ الضربات الجوية، القطاعَ الشرقي المحاصر الليلة الماضية.
وبدأ الجيش السوري معزَّزاً بفصائل مدعومة من إيران وقصف جوي روسي، حملتَه لاستعادة السيطرة على مدينة حلب المقسمة بالكامل، بعد أن انهار الشهر الماضي وقف لإطلاق النار الذي دام أسبوعاً.
وبدأ الهجوم بقصف جوي نفذته الحكومة السورية والقوات المتحالفة معها قبل أكثر من أسبوع، عززته فيما بعد حملة برية سعياً للسيطرة على النصف الشرقي المحاصر من المدينة الذي تسيطر عليه المعارضة.
اشتباكات عنيفة
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان والتلفزيون الرسمي، إن الجيش السوري وحلفاءه تقدموا جنوباً من مخيم حندرات للاجئين شمالي مدينة حلب الذي سيطروا عليه قبل أيام، إلى منطقة الشقيف الصناعية.
وقال زكريا ملاحفجي من جماعة "فاستقم" المعارضة وتتخذ من حلب قاعدة لها لرويترز، إن اشتباكات وقعت في هذه المنطقة اليوم الأحد.
وقال المرصد، إن اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية على طول الخط الأمامي الذي يفصل المدينة إلى قسمين.
ولحقت أضرار بالمستشفيات وإمدادات المياه في شرق حلب؛ بسبب الحملة الجوية الروسية والسورية العنيفة.
وفُرض الحصار على شرق حلب في أوائل يوليو/تموز، بعدما سيطرت القوات الحكومية على طريق الكاستيلو، وهو طريق الإمداد الرئيسي للمنطقة.
وأخفقت محاولات بوساطة دولية لوقف إطلاق النار بهدف السماح بدخول مساعدات إنسانية من الأمم المتحدة، لكن جماعات إغاثة دولية ومحلية أخرى جلبت إمدادات محدودة.
انهيار النظام الصحي
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبريان، إنه يشعر "بقلق عميق من القصف العنيف لشرق حلب" وأكد مجدداً دعوات الأمم المتحدة لوقف القتال مؤقتاً؛ حتى يتسنى إجلاء من يحتاجون إلى رعاية طبية وإدخال المساعدات الإنسانية.
وأضاف "النظام الصحي على شفا الانهيار التام.. يجري صرف المرضى ولا توجد أدوية لعلاج حتى أكثر الأمراض شيوعاً".
وتابع "من المرجح أن يزداد عدد من يحتاجون إلى عمليات إجلاء طبي كثيراً خلال الأيام المقبلة، في ظل النقص الشديد في المياه النظيفة والغذاء".
وألحقت الضربات الجوية أضراراً كبيرة بأكبر مركز للرعاية المركزة بشرق حلب أمس السبت فاضطر لإغلاق أبوابه. وقُتل اثنان من المرضى.
وقالت الجمعية السورية الأميركية الطبية التي تساهم في دعم المستشفى إنه تعرض لهجمات قصف سبع مرات منذ يوليو/تموز منها ثلاث هجمات هذا الأسبوع.
وقال محمد أبو رجب وهو مسعف تابع للجمعية في المستشفى "الوضع في حلب أكثر من مزرٍ.. الناس محاصرون تحت الأنقاض ولا يمكننا إخراجهم بسبب كثافة القصف. نناشد تقديم المساعدة لوقف القصف".
وذكرت الجمعية أن خمسة مستشفيات فقط ما زالت تعمل في شرق حلب.
وقالت الخارجية السورية في بيان نشرته وسائل الإعلام الرسمية، إن الدعم الذي يقدمه سلاح الجو الروسي في الصراع الذي دخل عامه السادس، أدى إلى "التضييق على المجموعات الإرهابية ويمنع قدر الإمكان انتشار الإرهاب إلى دول أخرى".
وتصف الحكومة السورية كل الجماعات التي تقاتلها بأنها إرهابية.
استهدف حلفاء أميركا
إلى ذلك استهدفت غارات روسية الأحد، المقر الرئيسي لفصيل سوري معارض يتلقى دعماً أميركيا في منطقة جبلية بمحافظة حماة في وسط البلاد، ما أدى إلى مقتل ستة على الأقل من عناصره، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، "قتل ستة مقاتلين على الأقل من جيش العزة؛ جراء تنفيذ طائرات روسية أكثر من 13 غارة بصواريخ ارتجاجية استهدفت المقر الرئيسي لجيش العزة في المرتفعات الجبلية القريبة من بلدة اللطامنة في ريف حماة الشمالي" بوسط سوريا.
وجيش العزة فصيل سوري معارض يتواجد بشكل رئيسي في ريف حماة الشمالي، ويتلقى وفق المرصد دعماً أميركيا وعربياً.
وأوضح عبد الرحمن، إن "خمسين قيادياً وعنصراً من جيش العزة كانوا داخل المركز لحظة استهدافه ولا يعرف حتى اللحظة مصيرهم" لافتاً إلى أن المركز "عبارة عن مغارة كبيرة تضم مقرات ومستودعات أسلحة".