اعتقلت الشرطة الألمانية 3 رجال سوريين يشتبه في أن "داعش" أرسلهم لتنفيذ هجمات إرهابية جديدة في أوروبا، وأنهم كانوا جزءاً من الشبكة المسؤولة عن هجمات باريس.
ويقول المحققون إن أحد المشتبه بهم يبلغ من العمر 17 عاماً وقد دُرّب على الأسلحة والمتفجرات في الرقة بسوريا، حسب تقرير لصحيفة الإندبندنت البريطانية.
وقالت النيابة العامة إن المشتبه بهم الثلاثة أرسلوا إلى ألمانيا عام 2015 "إما لتنفيذ مهمة كانوا على علم بها، أو لانتظار المزيد من التعليمات".
أسماؤهم حسب النيابة العامة كانت: ماهر هـ، وإبراهيم م، ومحمد أ، بينما أبقت الاسم الثاني لهم محجوباً طبقاً لقانون الخصوصية الألماني.
وقال المتحدث باسم النائب العام الفيدرالي: "لم يتم العثور بعد على مهمات أو أوامر محددة خلال التحقيقات الجارية حتى الآن".
خلية نائمة
وقال وزير الداخلية الألماني توماس دي مايتسيره إن الرجال يمكن أن يكونوا جزءاً من "خلية نائمة" مرتبطة بالإرهابيين الذين نفذوا هجمات باريس في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015.
وأضاف أن المشتبه بهم كانوا يحملون وثائق مزورة "من نفس الورشة في سوريا"، ويُعتقد أنهم أُرسلوا إلى أوروبا عن طريق نفس شبكة التهريب التي هربت المسلحين الذين قتلوا 130 شخصاً في العاصمة الفرنسية.
وجرت الاعتقالات خلال سلسلة مداهمات مبكرة قام بها 200 ضابط في ولاية شليسفيغ هولشتاين، كما تبحث الشرطة في مراكز اللاجئين في جروسهانسدورف وارينسبرغ وراينفيلد.
وقال المحققون إن المشتبه به البالغ من العمر 17 عاماً دُرّب على استخدام الأسلحة والمتفجرات في الرقة، عاصمة داعش، قبل العبور إلى أوروبا على طريق اللاجئين من تركيا إلى اليونان.
الثلاثي اللذين يحملون جوازات سفر مزورة غادروا سوريا في أكتوبر/تشرين الأول عام 2015، في نفس الوقت تقريباً الذي عبر فيه اثنان من انتحاريي باريس إلى جزيرة ليروس.
وصلوا إلى ألمانيا في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 وتلقوا دفعات مالية مكونة من 4 أرقام بالدولار الأميركي من "داعش"، وكذلك هواتف محمولة ذات تطبيقات اتصال مُثبتة مسبقاً.
اللاجئون
وخلال العام الماضي (2015)، وصل أكثر من مليون لاجئ وطالب لجوء إلى ألمانيا، عندما بدأت أنجيلا ميركل فتح الحدود لجميع السوريين الفارين من الحرب الأهلية في البلاد.
واستهدفت ألمانيا في سلسلة من الهجمات الأخيرة، من ضمنها 3 نفذها طالبو لجوء، وتبنى "داعش" تنفيذ اثنتين منها.
وقد قُبض على عدد من المشتبه بصلتهم بالإرهاب يتخفون كطالبي لجوء سوريين في عمليات مكافحة الإرهاب الألمانية التي جرت هذا العام، على الرغم من هذا لم يتم الإعلان عن أي أدلة ثابتة.
قال هاري سارفو – المُجنِد السابق لدى داعش – لـ"الإندبندنت" إن قادة يبحثون عن مسلحين لتنفيذ هجمات في المملكة المتحدة وألمانيا، اقتربوا منه حين كان يعيش في الرقة بسوريا عام 2015.
وقال إنه رفض ثم هرب من الجماعة بعد ذلك، ولكن هناك مخاوف من أنهم استمروا في استغلال طريق اللاجئين لإعادة إرسال الجهاديين المدربين.
وتقدر الشرطة الأوروبية أن ما يصل إلى 5000 أوروبي خضع لتدريب في معسكرات إرهابية في الخارج، وحذر مدير الوكالة من أن القارة تواجه "أكبر تهديد إرهابي منذ أكثر من عقد" بسبب هؤلاء المقاتلين العائدين إلى أوروبا.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة Independent للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.