صوت “رابعة” أقوى من بندقية العسكر

بعد مرور ثلاث سنوات ما زال صوت رابعة حاضراً فينا، ذكراه مصباح ينير طريق الحرية يذكرنا بشباب كان مؤمناً بقيم الدولة الديمقراطية والمدنية، شباب كانت سلميته أقوى من الرصاص، مقبلاً غير مدبر.

عربي بوست
تم النشر: 2016/08/23 الساعة 03:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/08/23 الساعة 03:27 بتوقيت غرينتش

في 14 من أغسطس/آب 2013، جاء الجنرال ومعه جنوده يحملون معهم سواد القلوب والوجوه والآليات.. دبروا بليل لفعلهم المخزي الذي سجله التاريخ بحبر العار وابتسامة الشهيد.

جاء الجنرال ومعه العسكر يدبرون ويمكرون كيف يحبطون صحوة الإرادة المصرية التي طال سباتها 60 سنة تحت حذاء العسكر، جاء الجنرال ومعه الحقد والبندقية وخيانة القسم والانتقام من ثورة 25 يناير/كانون الثاني، لسان حالهم عسكرية لا مدنية.

كانت الخطة كالتالي استخدام الدعاية والضخ الإعلاميين لإيهام وخلق وعي جماعي يعطي صك التفويض المزعوم؛ ليتحول إلى فعل وأداة لسحق أي صوت مدني وسياسي يخالف أنانية وسطوة العسكر، معتبراً أن مصر وشعبها مشاع في ملكهم.

ضربوا الثوار بالثوار "فرق تسد" ونجحوا في ذلك.. دقت ساعة الوقت المعلوم، أعطي الأمر بالقتل مع سبق الإصرار والترصد، ميدان رابعة هو الهدف "اقتلوهم إنهم ناس نتنة"، "الرب مع الجنرال"، تفويض ديني وإعلامي وشعبي مزور، بدأت التصفية الجسدية للمعتصمين، الصور والشهادات وثقت المجزرة، كما تؤكد أن القتل أريد له أن يكون ممنهجاً موغلاً في الوحشية، غايته صناعة خوف جديد بلا حدود، بعدما تم كسره في 25 يناير.

فض اعتصام رابعة كان عنوانه: عودوا إلى حظيرة الطاعة وانسوا الديمقراطية والشرعية والدولة المدنية، لم تجف دماء المعتصمين حتى انطلق الإعلام المصري الذراع الإعلامية للعسكر باحتفالية "تسلم الأيادي" والرقص على برك الدم الطاهرة وأنين الجرحى وحزن الثكالى ودموع الرجال، الإعلام المصري يمعن في ترسيخ معاني طحن الإنسان وإرعاب الهمم وإسقاط أي مقاومة مستقبلية للانقلاب.

بعد مرور ثلاث سنوات ما زال صوت رابعة حاضراً فينا، ذكراه مصباح ينير طريق الحرية يذكرنا بشباب كان مؤمناً بقيم الدولة الديمقراطية والمدنية، شباب كانت سلميته أقوى من الرصاص، مقبلاً غير مدبر.

لعنة الدم وصوت رابعة ستلاحقان جنرالات العسكر في أحلامهم وسكناتهم، أكيد أنهم الآن يعيشون إلا بمسكنات وينامون على وقع الكوابيس والمشانق التي تنتظرهم في الموجة الثورية القادمة لا محالة، هل انتصر فرعون وجنوده؟ فاعتبروا يا أولي الألباب، فبحر رابعة سيغرق الجنرال وجنوده، إنها مسالة وقت.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد