هل تأخرنا عن "نصرتك" يا عمر؟
سؤال لطالما تكرر في ذهني وأنا أتابع الحملة التي انطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الشاب المصري "عمر محمد علي"، الذي كان رفقة المصورة الشابة "إسراء الطويل"، وصديقهما الآخر "صهيب سعد" في تلك الليلة المشؤومة التي آلت نهايتها "للنتيجة المعلومة"، وليس "الحتمية "، ذلك أن نظام القهر في مصر أضحى من يحدد ويحكم ظلماً وبهتاناً على شباب الوطن.
أصاب بالحيرة والدهشة حين أقرأ أو أتواصل مع عائلات الشباب في (المحبوسة)، نعم هكذا قالت لي زوجة أحد المعتقلين، بعدما لاحظت "إدماني" على كتابة كلمة "المحروسة"، فقالت لي والحزن يحتل كيانها: "لقد أصبحت المحبوسة وليست مصر المحروسة زي زمان.. لقد تحولت لسجن كبير".
سأعود لقضية هذا الشاب الذي أسرتني كلماته في تقرير منظمة العفو الدولية؛ حيث يصف ليالي التعذيب المروعة والبشعة التي تعرض لها في الاستخبارات العسكرية، تخيلت وجه والدته وأصدقائه الذين لا يدخرون الغالي والنفيس من أجل التذكير بقضيته العادلة أسوة بالكثيرين من الشباب المصري الذي يكابد الويلات والظلم في زنازين العار والذل.
حين يعيد المرء التفكير فيما حصل مع عمر، وتحديداً تلك النقطة الأشد إيلاماً، وهي التي سبقت صدور ذلك القرار اللعين بسجنه بتلك العقوبة التي لا ينالها إلا الأحرار في مصر اليوم، بينما يسرح المجرمون ويمرحون وينهبون خيرات البلد نهاراً جهاراً تحت مسميات واهية.
كيف يصرح المدعي العام العسكري وضباط المخابرات قبلاً بأن الشاب "بريء"، ما جعل والدته وأصدقاءه يستعدون للقائه والاحتفال بفرحة خروجه وزوال هذا الكابوس الجاثم على صدره، ثم يأتي قرار صادم بالحكم عليه بالسجن مدى الحياة؟
تخيلوا وقع هذا "الزلزال" على عائلته وعليه شخصياً، هنا نتساءل عن المسؤول عن هذه "المهزلة"؟ ما يحيلنا على التأكد ملياً بأن القرار صدر دون أدنى اطلاع على أبسط حيثيات القضية (هذا إذا كانت هناك قضية ملموسة من الأساس)، هل وصل القضاء المصري لهذه الدرجة المتهالكة والتلاعب غير المسؤول بأرواح الناس دون حسيب أو رقيب؟
من يمكن أن يلام في حالتنا هذه؟ وهل هؤلاء الشباب وعائلاتهم مجرد دمى يتم قذفها تارة يميناً وأخرى شمالاً؟
هذا في المقام الأول، لكن الخطوة الحالية بالسعي للعب على ورقة "تأثير" مواقع التواصل الاجتماعي لإيصال قضية هذا الشاب المظلوم تبدو في محلها، ولو أنني شخصياً "أتأسف" لتأخرها وألوم نفسي شخصياً على التأخر كذلك في الإحاطة بقضية عمر (طبعاً يظل القلم هنا مصنفاً من باب أضعف الإيمان).
لذلك من المطلوب "تعبئة شاملة" لإيصال رسالة عاجلة بأن عمر وأمثاله من المنسيين في سجون النظام المصري لا يجب السكوت على ما يتعرضون له من قهر وإذلال.
وزادنا أن حبل الظلم قصير مهما طال، ولو دامت لغيرك ما آلت إليك، رغم أنني أجزم بأن نظام العار هذا أبعد ما يكون عن إدراك هذه "الحقيقة" الساطعة.. الحرية لعمر والكثير من المظلومين أمثاله.. الحرية للي مالوش فيها.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.