الانقلاب الفاشل ينهي عهد أردوغان “الرئيس”

فعلاً قد أنهت محاولة الانقلاب الفاشلة عهد أردوغان "الرئيس" وأكدت وأظهرت للعيان عهد أردوغان "القائد"، قائد يحتاج منا الصدق والثقة والعمل الجاد - كل من موقعه - لكي نعود وننهض بهذه الأمة، علنا نعيد ما خسرناه، أو على الأقل نضع اللبنة الطيبة؛ لتعيش الأجيال القادمة بعزة وهناء وقوة.

عربي بوست
تم النشر: 2016/08/02 الساعة 05:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/08/02 الساعة 05:59 بتوقيت غرينتش

لم تكن منظمة فتح الله غولن، ومن يقف خلفها من أعداء تركيا، على علم بأن محاولتهم الانقلابية الخبيثة الفاشلة التي قاموا بها ضد تركيا، ومنها ضد كل الأمة، مساء الخامس عشر من شهر يوليو/تموز الماضي، ستكون نعمة لا نقمة "وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم".

تلك الليلة التي ارتقى فيها شهداء عظماء، دفاعاً عن أمتهم ووطنهم وحاضرهم ومستقبل أبنائهم، وبالرغم من خطورتها وشرها المحدق، فإنها تحولت مع ذاك القدر الذي يعلو على كل مكائد وشر كثير من أهل الأرض، تحولت من شر لخير، ومن نقمة لنعمة، ومن حزن لفرح عند المخلصين الطيبين.

لقد فضحت هذه المحاولة الانقلابية الخبيثة الكثير الكثير من الوجوه التي كانت تلبس أقنعة بيضاء برّاقة، وهي في حقيقتها سوداء حاقدة، سيكشف المستقبل القريب عن أصحابها شيئاً فشيئاً، وستتم محاسبتهم كل حسب حجمه.

كما كانت هذه الفعلة الآثمة مناسبة لإظهار أصحاب القلوب الطيبة الصادقة مع أمتها ووطنها، حيث بان معدنهم الطيب أكثر فأكثر، فتوحد الشعب التركي في الداخل دفاعاً عن أمته ووطنه، في سابقة أزعجت بعض أهل مشارق الأرض ومغاربها، وفي الخارج هبت كل الأمة لنصرة الحق في تركيا ولو بدعاء وصلاة واعتصام وتجمع.

وخير ما أكدته هذه الليلة وما تبعها – وهو أمر مفروغ منه بالنسبة لنا من قبل – أن رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان ليس مجرد رئيس لدولة في هذا العالم، بل هو قائد وزعيم مسيرة طويلة واضحة المعالم، لن تُترك بزوال منصب هنا أو هناك في يوم من الأيام.

بكلمات قليلة منه، هب الملايين في الداخل يواجهون دبابات الانقلابيين الخبثاء، بصدور عارية… وانتصروا بإيمانهم الكبير بالله وثقتهم المتينة بقائدهم الطيب، وكذلك هب الملايين في مئات العواصم والمدن الإسلامية والعربية والعالمية يؤكدون وقوفهم مع الشرعية المطلقة في تركيا ومع أول رئيس منتخب من الشعب مباشرة فيها.

الاستجابة الواسعة في الداخل والخارج لا تكون إلا حين يأتي الطلب من قائد خدم فعلاً هذه الملايين، مادياً ومعنوياً، وإلا ما الداعي لاستجابتهم السريعة هذه؟! لقد علموا فعلاً وشاهدوا بأعينهم على أرض الواقع أن هذا الرجل يعمل – بما يستطيع – لخدمة أمته ووطنه بعيداً عن التفرقة والعصبيات والتمزق، يعمل بإتقان تام، مردداً بشكل دائم "عندما بدأنا بهذا الطريق حملنا أكفاننا، والعمر الذي وهبنا الله إياه لا يمكن أن يزيد عليه أو ينقص منه أحد".

لم يعد اليوم الطيب أردوغان مجرد شخص يشغل منصب رئيس جمهورية تركيا، لقد تحول لقائد وزعيم تتحرك لأجله كبريات العواصم العالمية، لدعمه ودعم خطه من قبل الطيبين أمثاله، أو للتخطيط والكيد له بحقد أسود من قبل المنزعجين من تركيا الجديدة… وكلا الحالتين لا تكون إلا تجاه قائد حقيقي، همه المنهج والفكرة التي ستبقى لا المنصب الذي سيزول.

لأنه قائد عامل، حاربوه – ومن خلاله يحاربون ما يمثل – بكل ما أوتوا من قوة، ولكن الله كان أقوى منهم في كل مرة، ففشلوا وهزموا.

لأنه قائد عامل، كذبوا على لسانه الكثير الكثير، ولكنهم كاذبون وحبل فعلتهم في كل مرة يكون قصيراً، فيفضحهم الله وما في قلوبهم من حقد على هذه الأمة.

"أردوغان قائد تاريخي"… ليس نحن من يقول هذا، بل كبار القوم في هذا العالم، منهم من يقولها حقداً ودعوة للخلاص منه، ومنهم من يقولها إشادة ودعماً، ولكنهم متفقون على قيادته الناجحة المميزة.

هو كذلك فعلاً، ففي تركيا هو القائد الأقوى والرجل الأكثر تأثيراً في تاريخ البلاد منذ عام 1938، تاريخ وفاة مؤسس الجمهورية، واليوم الغالبية الساحقة من معارضيه قبل مؤيديه، يدعمونه ويقفون بجانبه ضد الانقلابيين الجبناء.

القائد والزعيم هو ذاك الشخص الذي يتمكن من جمع الكل حوله، في أوقات الخطر والأزمات، وهذا لا يمكن لأي رئيس عادي أن يقوم به.

التصريح بحقيقة هذا الرجل التاريخي في هذا الزمن العصيب ما هو إلا انصياع لقول الله تعالى: "وأما بنعمة ربك فحدث"، وأي نعمة أعظم من وجود قائد سليم القلب، صادق النية، كبير الإيمان، كثير العمل، عظيم التواضع؟!

هو ليس بإله ولا بنبي، بل هو القائد الصالح المتبع للمنهج النبوي في القيادة الهادئة الحكيمة، لسنا نقول عنه وفيه إلا الحق، وكما قال حضرة سيدنا وقائدنا الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: "لا يشكر الله من لا يشكر الناس"، ولذلك نحن نشكر الله من خلال كلمات قليلة لا توفي هذا القائد حقه وحق ما قدمه لنا.

لقد رسم لتركيا خططاً تمتد لعشرات السنوات القادمة، قد لا يكون حينها على قيد الحياة، ولكنه بكل تأكيد سيكون في قلوب الملايين – كما هو الحال اليوم – إنه يخطط لأجل خير الأمة والوطن، وهذا لا يقوم به إلا قائد، وليس أي رئيس عادي.

قائد طيب يمثلنا… الشعب وأبناء الأمة إلى جانبه، لما يحمل من منهج لا لأجل شخصه فحسب… لن نتركه أبداً ولن نتراجع عن المسيرة أبداً، وسندفع أعظم ما نملك لندافع عنه وعن الوطن والأمة ومقدراتها.

هو الشخص والقائد الذي لا يغيب عن قلوب ملايين المسلمين المستضعفين في هذا العالم، لا يفارق اسمه كلمات أدعيتهم ولا يفارق حبه قلوبهم، ولا يفارق ذكره ألسنتهم، صوره رفعت في مشارق الأرض ومغاربها، وهذا لا يكون إلا لقائد تاريخي يخدم أبناء أمته، ولا يكون لمجرد رئيس عادي.

فعلاً قد أنهت محاولة الانقلاب الفاشلة عهد أردوغان "الرئيس" وأكدت وأظهرت للعيان عهد أردوغان "القائد"، قائد يحتاج منا الصدق والثقة والعمل الجاد – كل من موقعه – لكي نعود وننهض بهذه الأمة، علنا نعيد ما خسرناه، أو على الأقل نضع اللبنة الطيبة؛ لتعيش الأجيال القادمة بعزة وهناء وقوة.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد