العجز الواضح للرمز السني

والرمز السني أصبح يبحث عن مشروعه من خلال مشاريع الغير؟ فكثيراً ما نسمع عن ضرورة وجود الدولة الراعية، وكثيراً ما نحلم بأن يلتفت المجتمع الدولي، وبالأخص الولايات المتحدة الأميركية، إلى الواقع العراقي، وكأننا ننسى أن المتسبب الرئيسي بالكوارث التي يمر بها العراق هي أميركا وخلفها المجتمع الدولي الذي يدعي حسن نيته بين الحين والآخر،

عربي بوست
تم النشر: 2016/07/31 الساعة 06:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/07/31 الساعة 06:52 بتوقيت غرينتش

يشهد الواقع العراقي تردياً غير مسبوق وفي مختلف الميادين السياسية والأمنية والخدمية والإنسانية..

وقد يكون الشيعة أو الكرد أفضل حالاً من السنة لعدة عوامل داخلية وخارجية لسنا بصدد تفصيلها الآن.

وعندما نتكلم عن واقع السنة، فإنني أعتقد أن السنة في العراق تحديداً لم يمر عليهم عهد أشد ظلامية وسوءاً وانحداراً مما يمرون به حالياً.

والذي أراه أن الخلل ليس في العامة والجمهور بقدر ما يتعلق الخلل بالنخب والقادة والرموز،

فالذي يرتقي بالعامة والجمهور هم النخب والرموز على مدار التاريخ وفي مختلف الأمم.

الرمز السني غالباً ما يعاني من الضياع والتخبط والعجز والاتكالية واللامبالاة أحياناً.. فالرمز السني لم يتقدم خطوة حقيقية إلى الأمام لتغيير الواقع السني!!

والرمز السني أصبح يبحث عن مشروعه من خلال مشاريع الغير؟ فكثيراً ما نسمع عن ضرورة وجود الدولة الراعية، وكثيراً ما نحلم بأن يلتفت المجتمع الدولي، وبالأخص الولايات المتحدة الأميركية، إلى الواقع العراقي، وكأننا ننسى أن المتسبب الرئيسي بالكوارث التي يمر بها العراق هي أميركا وخلفها المجتمع الدولي الذي يدعي حسن نيته بين الحين والآخر،

وأرجو أن لا يفهم من طرحي هذا أنني أدعو إلى مقاطعة المجتمع الدولي بقدر ما أدعو إلى أن يكون للنخب والرموز السنية المشروع الخاص بها.. الذي تكتبه بأيديها، ومن ثم تدعو المجتمع الدولي إلى دعم هذا المشروع؛ لذلك لا بد أن نحذر من مشاريع الغير التي لا ترقى الرموز السنية أحياناً إلا أن تكون متفرجة على هذه المشاريع، وأحياناً أخرى أدوات لتنفيذها دون الالتفات والتساؤل: هل هذه المشاريع تخدم واقعنا كسنة في العراق؟

إذن لا بد أن تتحرر الرموز والنخب من تبعيتها للغير، وأن ترقى بنفسها لتصنع مشروعها الخاص بها لإنقاذ أهلها وقومها في العراق.

أتألم أحياناً عندما أرى النخب والرموز تتصارع بينها على زعامة السنة!!

ولا أدري على أي زعامة يتنافسون؟

وأهلهم السنة بين مهجر ومعتقل ومقتول ومغيّب!!!

وأتألم أحياناً أخرى عندما تلقي النخب والرموز اللوم على الجمهور السني بذريعة أنه جمهور يفتقد الوعي والإدراك ولا يلتف حول قياداته!

وكأن هذه النخب والرموز تتناسى أن من يرتقي بوعي الجماهير هي النخب من خلال فاعليتها وصدقها وأدائها، وأن الجماهير إنما تلتف حول قياداتها عندما تثق بها وترى الأمل في الخلاص بين أيديها!!

فهل أسهمت الرموز السنية بإعادة الثقة الغائبة التي تعتبر من أهم العناصر اللازمة لالتفاف الجماهير حول قياداتها؟

أما آن للرموز والنخب أن تنزل من على ظهور خيولها، وتتمرغ بالتراب الذي على الجمهور السني بسبب ما خلفته حوافر هذه الخيول؟!

أما آن للرمز السني أن لا يتصارع مع غيره من الرموز الأخرى ويتنازل قليلاً من أجل إنقاذ قومه من الهلاك؟!

أما آن للنخب والرموز أن تتبنى مشروعها الخاص وتوجد له وسائل النجاح وتعمل على تنفيذه؟!

وخذوها مني:

إذا وجد الشعب السني في العراق نخباً ورموزاً تدافع عنهم بحق وتتبنى مطالبهم وتعيش معاناتهم، عندها سنوجد حالة من الالتفاف والتلاحم والانسجام بين الرمز والجمهور.

وهذا ما نطمح إليه.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد