قرر مجلس وزراء حكومة جنوب السودان الانتقالية، في جلسته العادية اليوم الجمعة، عدم إقامة احتفال جماهيري بمناسبة الذكرى الخامسة لاستقلال البلاد عن السودان، الموافق التاسع من يوليو/تموز من كل عام، بسبب الأزمة المالية التي تمر بها البلاد.
وقال مايكل مكوي، وزير الإعلام الناطق باسم الحكومة، في تصريحات للصحفيين عقب الجلسة، إن "الاجتماع قرر عدم إقامة احتفال جماهيري في ذكري استقلال البلاد؛ لأن الحكومة لا تملك ميزانية كافية لذلك، لاسيما أن الاحتفال يتطلب توفير مبلغ 10 ملايين جنيه (نحو مليوني دولار)".
وأضاف: "قرر المجلس الاستعاضة عن إقامة الاحتفالات، بخطاب لرئيس الجمهورية (سلفاكير ميارديت)، إلى الشعب، تنقله وسائل الإعلام المحلية (الإذاعة والتلفزيون)".
ولم تستطع حكومة جنوب السودان دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية، والعاملين بالقوات النظامية طيلة الأشهر الثلاث الماضية، بسبب عجز مالي تمر به خزينة الدولة، التي تعتمد على عائدات بيع إنتاج النفط عقب هبوط أسعاره، إلى جانب المساعدات الدولية الأخرى.
وعلى مدى العامين الأخيرين هبطت أسعار النفط العالمية، إذ بدأت رحلة الهبوط في يونيو/حزيران 2014 بتراجع سعر البرميل من 140 إلى 110 دولارات، وفي بدايات 2015 انخفض إلى 60 دولاراً، فيما سجل انخفاضاً غير مسبوق خلال 2016، بلغ 30 دولارًا.
ويشترط المجتمع الدولي لتقديم الدعم المالي للبلاد، إجراء الإصلاحات الاقتصادية المضمنة في بنود اتفاق السلام الموقع بين الحكومة والمتمردين في أغسطس/آب الماضي، الذي انتهت به حقبة من الصراع بين الطرفين استمرت عدة سنوات.
وتأسست جنوب السودان عندما استقلت عن جمهورية السودان في استفتاء شعبي لسكان الجنوب، أعلن عن نتائجه النهائية في فبراير/شباط 2011، وتم الإعلان عن استقلال كامل للدولة في 9 يوليو/تموز من العام ذاته.
ودأبت سلطات الجنوب كل عام على إقامة احتفال جماهيري ضخم إحياءً لذكرى الاستقلال، بمشاركة عدد من رؤساء الدول المجاورة، وممثلي الهيئات الدبلوماسية العاملة بالبلاد، يقدم خلاله الرئيس ميارديت خطابه السنوي ويعدد فيه إنجازات حكومته.