الفرق بين العربي والتركي

هذا هو الفرق بين العربي والتركي... فلنتنافس بالتقوى والعمل ضمن الروح الواحدة والجسد الواحد، كي يكتب الله لنا النجاح والتوفيق والتقدم وصلاح العمل في هذه الدنيا، والفوز الأعظم يوم القيامة.

عربي بوست
تم النشر: 2016/05/31 الساعة 04:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/05/31 الساعة 04:07 بتوقيت غرينتش

مع ثورة مواقع التواصل الاجتماعي، وبدل أن يستخدمها البعض لما فيه خير الناس، نراها في كثير من الأحيان تستخدم لأغراض سلبية تزيد الشرخ الحاصل بين أبناء أمتنا الواحدة.

ومما أبرزته هذه الثورة، من الناحية السلبية، أننا أصبحنا نرى كتابات وتعليقات من هنا وهناك، ليس لها عمل إلا شتم هذا أو الإساءة لذاك، وإبراز التفاضل بين الشعوب والأعراق والقوميات، وخاصة بين أبناء الأمة الإسلامية.

لقد خصصت الحديث هنا عن "العربي والتركي"، بحكم ما يربطني بهما ارتباطاً مباشراً، وما سأكتبه في الفقرات اللاحقة يمكن إسقاطه على أي علاقة بين أي من القوميات أو الأعراق أو الألوان.

إن كنا نقول عن أنفسنا "نحن مسلمون"، فعلينا أن نطبق ما جاء به الإسلام ونبيه الكريم عليه الصلاة والسلام، وإلا فلنلتزم الصمت، ولا نكون في صفوف مثيري الفتن والعصبيات البغيضة، من خلال أقوالنا وكتاباتنا وتعليقاتنا… يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً أو ليصمت".

يقول الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساءٌ من نساءٍ عسى أن يكن خيراً منهن".
ويقول تعالى: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير".

ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: "لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى".

إن الإسلام -ونحن مسلمون- لا يلتفت إلى الفوارق في اللون والعرق والقومية واللغة… فالناس كلهم لآدم، وآدم من تراب، وإنما يكون التفاضل في الإسلام بين الناس بالإيمان والتقوى، بمدى الالتزام بما أمر الله به واجتناب ما نهى عنه.

إن تفضيل العروبة عند كثير من علماء أهل السنة والجماعة، هو تفضيل جنس وليس تفضيل أفراد، فالأعجمي التقي الصالح الملتزم بما أمر الله، التارك لما نهى عنه، خير من العربي المقصر في حق الله تعالى، وبالتالي نهى الإسلام عن التفاخر بالقوميات والأعراق لمجرد الانتماء إليها، سواء كان الفرد عربياً أو تركياً أو كردياً أو غجرياً أو شركسياً أو لازياً أو أمازيغياً.

فكونك تركياً لا يعني أنك أقل من العربي في الفضل والدرجة، ولا يعني أنك أعلى من العربي في الفضل والدرجة، فالمعيار الحقيقي هو بالإيمان والعمل الصالح والتقوى.

وكونك عربياً لا يعني أنك أقل من التركي في الفضل والدرجة، ولا يعني أنك أعلى من التركي في الفضل والدرجة، فالمعيار الحقيقي هو بالإيمان والعمل الصالح والتقوى.

إن فهِمْنا جميعاً هذا المعنى، الذي فرقتنا عنه قوى الاستعمار قبل 100 عام، فتمزقت أمتنا وشبت الصراعات البغيضة بين أبنائها على أسس قومية وعرقية، فإننا سنعود أمة واحدة كما كنا، أمة قوية أرهبت الشرق والغرب بوحدتها القوية، واستقبلت المؤمنين من كل أرجاء المعمورة، أفواجاً أفواجاً بإيمانها ودينها العظيم.

لنفرح بنجاحات بعضنا البعض، ونشجع بعضنا البعض في هذا الخط ونتبادل الخبرات والمعارف والأفكار والمشاريع والأهداف، بدل التراشق بصفات الخيانة والعمالة إلى جانب الشتائم والأحقاد، لنكن يداً واحدة في هذه الظروف المحزنة، ولنثق بأن الله تعالى لن يخيب ظن المتفائلين مهما اشتد ظلام الظلم والظالمين.

ولنعمل على عدم السماح للنافخين بنار العصبيات والقوميات والفتن -لغايات سوداء في قلوبهم- من تحقيق أهدافهم وأهداف داعميهم الخبثاء.

هذا هو الفرق بين العربي والتركي… فلنتنافس بالتقوى والعمل ضمن الروح الواحدة والجسد الواحد؛ كي يكتب الله لنا النجاح والتوفيق والتقدم وصلاح العمل في هذه الدنيا، والفوز الأعظم يوم القيامة.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد