منذ أن أخذت على نفسي عهد الانضواء في صف المنسيين والمقهورين في المحروسة مصر، مهما كلفني ذلك وسيكلفني من اتهامات بالجملة من لدن نظام قمعي يفتك بمن يجاهر بموالاته، فكيف بمن يعارض همجيته وأساليبه الدموية؟! أجد في قضية الأستاذ "هشام جعفر" موضوعاً مختلفاً وفريداً عن باقي الأسماء المصرية التي أعرفها، وأتواصل معها بشكل يومي، وأتالم لمستجداتها وظروف أبنائها ممن يعدون الساعات والليالي الطوال في السجون ظلماً وبهتاناً.
حين اهتديت للتواصل مع السيدة "منار طنطاوي"، زوجة الأستاذ "هشام جعفر"، واطلعت على ما تنشره في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" أدركت أنني أمام حالة خاصة وفريدة لا ينبغي السكوت عن وضعها المزري الصعب، ونحن نتحدث عن اسم لامع في الميدان الإعلامي، مع الاعتذار من البعض، لكنني حقاً لا أستطيع استيعاب حقيقة أن "الضغط الإعلامي" وحتى الشعبي؛ للتعريف بما يتعرض له الأستاذ هشام "غائب" أو بالأحرى "مغيب"، وهذه الكلمة قطعاً لا تثبت أنني من دعاة "نظريات المؤامرة" وغيرها من الكلام المعلب، لكنني أتساءل بحسرة: كيف لا يتحول الموضوع إلى "حديث الساعة" أو "قضية رأي عام"؛ للحيلولة دون تنفيذ أغراض هؤلاء الدنيئة؟ هل من المعقول التزام الصمت أمام سعي ممنهج لتركيع شخصية قدمت الكثير لعالم الصحافة والإعلام؟
في عيد ميلادك أستاذ هشام أنحني أمام صمودك الأسطوري وإصرارك على المضي في طريق الحرية والخلاص دون الإذعان أمام كل وسائل الترهيب التي تمارس بحقك من أجل إسكات صوتك وإرغامك على أن تكون جزءاً لا يتجزأ من "القطيع" الذي يساق لمشاهدة بلد عريق مثل مصر يرهن ويباع ويتاجر به من أجل أغراض دنيئة و"مجد شخصي" ليس سوى سراب ووهم.
صحيح لم يكتب لنا أن نلتقي بعد وأنا ابن المغرب الذي يكن لك تقديراً واحتراماً وإعجاباً لا متناهي، وربما أنت حتى لا تعرفني، لكنني واثق أن غداً مشرقاً وأياماً مضيئة تنتظرك وتنتظرنا -بإذن الله- وأنت تعود لنشاطك وعملك وحيويتك وبصحة جيدة؛ لتكمل المشوار والمسيرة التي بدأتها بإخلاص وتفانٍ.. لنا لقاء قريب أستاذ هشام بالمغرب والمحروسة، وأنت في ذروة حماسك وتألقك لا بل شموخك الذي يقهر السجان وجبروته.
أستاذ هشام أنت وأمثالك أمل المحروسة في مستقبل أفضل لا يخدش صورته الجهلاء والمجرمون ممن لا يدخرون أدنى فرصة في استعباد البلاد والعباد، وأنت وغيرك لهم بالمرصاد بسلاح الكلمة الحرة الصادقة التي قهرتهم وستقهرهم، بإذن الله.
كل عام وأنت شامخ ومتألق أستاذ هشام جعفر.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.