هيئة الترفيه السعودية.. حقيقة أم وهم؟

ثم الى متى هذه "الازدواجية" التي ما عادت تخفى على القاصي والداني بين الإصرار على إبداء "الوجه المحافظ" في مكان ما وممارسة عكسه في أماكن أخرى معروفة بالاسم؟ ألم يحن الوقت بعد لقطع دابر هذا الأمر؟

عربي بوست
تم النشر: 2016/05/11 الساعة 05:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/05/11 الساعة 05:22 بتوقيت غرينتش

لستُ أفهم سر الهجوم الشرس الذي شنه الكثيرون على الفنان السعودي ناصر القصبي حين تحدث عن إنشاء "الهيئة العامة للترفيه" في بلده بمنتهى "الواقعية والصراحة"، وذلك ما لم يتقبله مَنْ حوّلوا "التويتر" الى ساحة "لرجمه" بأبشع الألفاظ والنعوت.

مَنْ يدقق ملياً في كيفية عيش الآلاف من السعوديين في الكثير من البلاد العربية وحتى الغربية سيتأكد بأن ما كتبه نجم المسلسل الشهير "طاش ما طاش" يستحق عليه الإشادة والتنويه لا المطالبة "بالاعتذار" كما يقول الآخرون.

ولنتحلى ببعض الصراحة ونحن نتطرق للموضوع، حيث إننا نعي جميعاً "الانفصام" الذي يعيشه المواطن السعودي بين كيفية التصرف و"الالتزام" المفروض عليه حين يصل بلده و"الانعتاق" الذي يبدو عليه وهو يستقل طائرته مغادراً المملكة، وهنا أنا لا أؤلف قصصاً من نسج خيالي، ويكفي أن تكون جالساً في إحدى الطائرات المتوجهة الى المغرب ولبنان وغيرهما من الدول كي تتأكد بأن هنالك "خطأ" ما ينكّد عيش هذا المواطن الحائر بين "نارين".

السؤال: هل هذه "الهيئة" ستكون بمثابة "طوق نجاة" لأبناء الشعب السعودي كي يتمكنوا من عيش حياتهم ولو "في الحد الأدنى" كما يفعلون في الخارج؟ وهل بإمكان المجتمع نفسه الذي يبدي "تعصباً شديداً" للمسألة أن "يرقى" بهيئة "الترفيه" للشكل المطلوب الذي يضمن "تسللاً محدوداً" للمواطن السعودي؟

ثم الى متى هذه "الازدواجية" التي ما عادت تخفى على القاصي والداني بين الإصرار على إبداء "الوجه المحافظ" في مكان ما وممارسة عكسه في أماكن أخرى معروفة بالاسم؟ ألم يحن الوقت بعد لقطع دابر هذا الأمر؟

مع العلم أن الخروج بالفكرة ولو أنها جاءت متأخرة نسبياً، لكن أن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً، كما يقول المثل الشهير، ومن المفروض "التخلي" عن المكابرة في تطبيقها بالوجه الأمثل، وبالتالي منح فرصة مثالية للشباب السعودي من الموهوبين – وهم كثرة بكل الأحوال – والدليل ما تفرزه مواقع التواصل الاجتماعي من أسماء تستحق الرعاية والإشادة ومن الجنسين معاً، حيث ستوفر "هيئة الترفيه" لهم مناخاً مساعداً لتفجير ملكاتهم الإبداعية دون الحاجة للهروب خارج البلاد.

أما النقطة الأخرى الأكثر غموضاً فهي "دور المرأة السعودية" أو بالأحرى "نصيبها" من "التحول" و الانعطافة التي من الممكن أن تشكلها الخطوة الرسمية المجسدة في هذه الهيئة المذكورة، فما الفائدة التي من الممكن أن تعمّها؟ وهل هذا مطروح من الأساس في ظل التضييق الممنهج عليها والدليل في كفاحها المستمر من أجل نيل حق أصيل من حقوقها والمتمثل في قيادة السيارة؟ {وهذا موضوع آخر يبدو مضحكاً طرحه ونحن في هذا القرن تحديداً}، سأعود للنقطة التي بدأت منها حول تصريح "ناصر القصبي" لأختم بأن ما جاد به ولو أنه قضّ مضجع الكثيرين من "الحريصين" على مسايرة التخلف والانغماس فيه هم الأولى والجديرين بالهجوم والمحاسبة على أنهم "أوفياء" لتقييد الشعب السعودي ومحاصرته تحت ذرائع واهية.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد