احتشد عشرات الآلاف من محافظات الجنوب اليمني في عدن الإثنين 18 أبريل/ نيسان 2016، لتوصيل رسالة سياسية إلى كافة الأطراف الدولية ودول الخليج مفادها أن للجنوبيين قضيةً سياسية منفصلة يتوجب حلها بالتزامن مع بدء محادثات السلام بالكويت لإنهاء النزاع اليمني.
ووصلت مواكب من السيارات تحمل الآلاف من المناطق الحضرية والريفية، منذ يوم السبت إلى عدن تلبية لدعوة من الحراك الجنوبي وقيادات جنوبية بارزة للمشاركة في هذه التظاهرة التي أطلق عليها "مليونية التحرير والاستقلال خيارنا".
أعلام دولة الجنوب
ورفع المحتشدون الذين تجمعوا في ساحة العروض في قلب مدينة عدن كبرى مدن الجنوب اليمني، أعلام دولة الجنوب السابقة بكثافة وفي أسطح المنازل والسيارات وفي مختلف أنحاء المدينة، ورددوا شعارات تؤكد تمسك الجنوبيين بحق تقرير المصير واستقلاله وحريته وتدعو إلى سرعة إعلان الانفصال وإعلان قيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية دولةً منفصلة عن الجمهورية العربية اليمنية.
وساد الهدوء ساحة الاحتفال ولم تحدث أي مواجهات أو اشتباكات مع قوات الأمن التي اتخذت إجراءات أمن مشددة ودفعت بقوة كبيرة لتأمين المتظاهرين.
طرد التواجد الشمالي
وأكد المشاركون في التظاهرة الحاشدة الأولى من نوعها بعدن على المضي نحو استقلال دولتهم وطرد التواجد الشمالي من كامل تراب بلادهم بحدود ما قبل مايو/ أيار 1990.
وتأتي التظاهرة الكبيرة التي أجمعت عليها جميع الفصائل والمكونات والقيادات الجنوبية في الداخل والخارج، وخاصة المطالبة بانفصال جنوب اليمن في ظل متغيرات شهدتها المحافظات الجنوبية بدعم مباشر من تحالف عربي تقوده السعودية لمحاربة ما تعتبره تمدداً للنفوذ الإيراني في شبه الجزيرة العربية.
وقال مدير أمن مدينة عدن اللواء شلال علي شائع، وهو أحد القيادات البارزة للحراك الجنوبي، إن الهدف الذي تجمع عليه كل جماهير الجنوب اليوم، هو استقلال الجنوب، وأكد في كلمه له أمام الجماهير المحتشدة، أن الجنوب شعباً وقيادة تمد يدها للعالم لأجل المحبة والسلام واستقرار المنطقة.
وأشار إلى أن للجنوبيين اليوم قضية لا يمكن تجاوزها وأنها فرضت بتضحيات الشرفاء من أبناء الجنوب.
ويقصف تحالف عربي تقوده السعودية المقاتلين الحوثيين المدعومين من إيران ووحدات من الجيش متحالفة معهم وموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح منذ مارس/ أذار 2015 في حملة تستهدف إعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي للسلطة. وأعلن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، عدن عاصمةً مؤقتة للبلاد منذ سقوط صنعاء بيد الحوثيين وحلفائهم في سبتمبر/ أيلول 2014.