موت يا بن “الـ…”.. إسرائيل في أوج عنصريتها لم تعد تخيف العالم!

على الدبلوماسية العربية والإسلامية أن تقود ضغطاً على المجتمع الدولي. لم تعد تكفي عبارات الاستنكار والاستهجان. على الأمم المتحدة أن تصمت إن كانت ستستهجن. أستذكر نكتة تقول بأن أكثر الوظائف راحة وأكثرها مردوداً ماليًّا في العالم هي أن تكون الأمين العام للأمم المتحدة، فما عليك سوى الاستنكار والاستهجان والشعور ببالغ الأسف.

عربي بوست
تم النشر: 2016/03/25 الساعة 02:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/03/25 الساعة 02:07 بتوقيت غرينتش

موت يا ابن موت يا بن "الـ…". موت يا بن الست وستين... هذا ما سمعتُه على مقطع مصور لعملية إطلاق نار على الطفل مناصرة في فلسطين. يتم تداول هذا المقطع على موقع فيسبوك.

قناة رصد المغربية -على فيسبوك- علقت بالآتي:
شاهدوا كيف يتعامل الكيان الغاصب مع أطفال فلسطين. طفل يطلب الإسعاف ولا من مجيب سوى كلمات نابية وركل.
لن نعتذر عن النشر حتى يعتذر العالم لك الله يا فلسطين.

يقوم الطلاب العرب من كافة المنابت والأطياف بنشر هذا المقطع المصور مع ترجمات لما يسمع في المقطع إلى العديد من اللغات الأوروبية. وباعتقادي أنها معركة تنويرية تجتاح القارة العجوز. أذكر أنه في العام 2013 شاهدت مناقشة سياسية على إحدى القنوات الفرنسية وكان الحاضرون يشكلون ما يشبه المحكمة.. السفير الإسرائيلي في باريس، يقابله ممثل عن الشعب الفلسطيني، وفي المنتصف نخبة من رموز الفكر والاعلام الفرنسي.

قد تتساءلون لِمَ لمْ أتذكر من كان حاضراً عن الشعب الفلسطيني بكل بساطة لأني في خلال اللقاء لم أسمعه يتكلم وكان صامتاً أغلب الوقت. وحتى عندما كان يتكلم تتم مقاطعته بشكل هستيري من قبل السفير. في ذلك الوقت كان لإسرائيل الكلمة العليا على الإعلام.

اليوم اختلف الوضع. وأدلل على ذلك بأن قناة الآرتي الرصينة خصصت جزءاً من برنامج يسمى 28 للأحداث في فلسطين وكانت تشكيلة الضيوف مشابهة لما كان عليه البرنامج آنف الذكر في العام 2013، متخصص في الشرق الأوسط وطالبة دكتوراه في العلوم السياسية فلسطينية من سوريا وإسرائيلي. ما فاجأني أنهم ألقوا باللائمة على إسرائيل وهاجموها بشدة حتى أنهم عرضو مقطعاً مصوراً يظهر وحدة المستعربين تهاجم وتقتل، كما هاجموا وزيرة العدل الإسرائيلية ووصفوها باليمينية المتطرفة.

باعتقادي أن ما يمكن أن يؤثر على وعي الناس في أوروبا هو الحقائق والمعلومات. لا بالعراك ورفع الصوت. أدلل على ذلك بتحقيق أجرته إحدى محطات التلفاز أظهر الأحياء اليهودية في باريس وكأنها في حالة حرب مستمرة للدفاع عن أنفسهم ضد العرب -الجزائريين- قد تكون حوادث فردية، ولكن المخرج والصحفي أظهر الأمر وكأن الحياة في باريس مستحيلة وبأن العرب قد احتلوا باريس ويعيثون فساداً وذكّرنا بالنازيين والمحارق، تزامن هذا مع دعوة نتنياهو لليهود في فرنسا للانتقال إلى إسرائيل.

لا أستطيع إلا أن أتكلم أيضاً عن الجهود الكبيرة التي يقوم بها المفكر طارق رمضان. ففي كل لقاء يضع الفرنسيين أمام أنفسهم وبأنهم هم سبب المشكلة لأنهم قبلوا أن يسيطر طرف ما على الإعلام، وبأنهم لا يسمعون إلا طرفاً واحداً وإنْ كانوا مستعدين للبدء بحل المشكلات فعليهم أن يستمعوا للعرب وللمسلمين وأن يقبلوا وجودهم.

أعود بعد هذا الاستطراد إلى عنصرية إسرائيل. في مقطع المصور، لأقول بأننا لن نقبل بحذفه إلا بعد أن يعتذر العالم. وضع العالم الغربي قواعد للعرب وللعالم بأجمعه لكي يعتبرنا من أهل الحضارة من اتفاقيات جنيف إلخ. على العالم الغربي أن يعلن الآن وبكل وضوح بأنه لا يقبل تصرفات إسرائيل، وأنه على إسرائيل أن تلزم حدودها.

على الدبلوماسية العربية والإسلامية أن تقود ضغطاً على المجتمع الدولي. لم تعد تكفي عبارات الاستنكار والاستهجان. على الأمم المتحدة أن تصمت إن كانت ستستهجن. أستذكر نكتة تقول بأن أكثر الوظائف راحة وأكثرها مردوداً ماليًّا في العالم هي أن تكون الأمين العام للأمم المتحدة، فما عليك سوى الاستنكار والاستهجان والشعور ببالغ الأسف.

المقطع المصور هز مشاعري فلم أجد مثيلاً له إلا السفاحين ذوي الأمراض النفسية الذين يرقصون فوق أجساد ضحاياهم.

أدعو ربي أن يعين الأمة على تحمل مصائبها فنحن بحاجة إلى هزة توقظ الضمير.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد