أنا الطالب عمر عيد من سوريا أقدم اعتذاراً للجميع باسم كثير من أبناء وطني..
عذراً آينشتاين، ليست سرعة الضوء هي السرعة الحدية كما تحدثت في نظريتك النسبية.. الموت والوجع في وطني أسرع!
عذراً نيوتن، ليست كل الأشياء تنجذب إلى الأسفل فأرواح شهدائنا تنجذب إلى أعالي الجنان.
عذراً علماء الطاقة النظيفة والمتجددة، إن بسمة أطفال سورية الأبرياء النابتة رغم غبار القصف والبؤس من أكبر مصادر الطاقة النظيفة بالنسبة لنا!
عذراً باريس، فدماء شهداء شامنا أزكى من عطورك قاطبة فثمنها الجنة وليس اليورو!
عذراً مِمَّنْ بكى تأثراً على سفينة تايتانك التي غرقت بأهلها الأثرياء.. أعندكم نبأ عن آلاف سفن تايتانك المنطلقة من إزمير إلى اليونان والتي ما تلبث أن تغرق هي وقصص الحب التي على ظهرها؟
عذرا ممّن بكى على قصة بائعة الكبريت، أما سمعت بأطفالٍ في دولة منفية منسية تُدعى سوريا فيها ملايين من الأطفال يبيعون الكبريت والبسكويت؟ يقولون إن "الحلوى من أحلام الأطفال الفقراء" وعندنا يتوجب عليك أن تبيع أحلامك لتعيش!
عذرا ممّن قال: "ما حدا بيموت من جوعه"، فلقد فعلها أهل شامنا في مضايا وداريا وحمص وحلب.. وماتوا جوعاً، إن هذه المقولة "ما حدا بيموت من جوعه" كذبة كبرى شبيهة بـ"بلاد العرب أوطاني"!
عذرا من مخالفي داروين، فبعض البشر يبدو أن أصلهم ذئاباً وفي جيناتهم غدر كبير..
عذراً عمر بن الخطاب، فقد تعثرت شاة وألف شاة في العراق بل تعثر العراق والعرب أجمعون، وخان الراعي الرعية، بل وتآمر مع الذئاب، وشاركها حفل غداء لحم الغنم مشويًّا على أطباق العمالة والندالة.
عذراً عمر بن الخطاب لم يختلط الحليب بالماء فحسب، بل اختلطت دماؤنا بمياه الشوراع، وما سمعنا من يقول "فأين رب عمر؟".
عذراً إسرائيل، فحدودك ليست من الفرات إلى النيل كما تزعمين فحسب، يبدو أنها تمتد لتشمل بعض العمائم والمنابر والكراسي والقمم!
عذراً رسول الله، فقد أصبحنا نتضامن مع الصحف التي تهزأ بك ونتجاهل أحفادك وأحفاد الحسين من الأطفال الذين يذبحون بسكاكين مجرمة رفعت من "يا حسين" شعاراً لها.
عذرا ممّن يقول: زينب لن تُسبى مرتين!
فها نحن نرى ألف زينب في سورية لاجئة نازحة سبية للتشرد وأسيرة لمساعدات الأمم المتحدة.. المتحدة على خذلاننا..
عذرا ممّن قال: اتفق العرب على ألا يتفقوا.. هاهم اليوم اتفقوا على خذلان يوسف ورموه في البئر ولا سيارة تنقذه من جحيم الظلام بل طيارة تحيله هيكلاً عظميًّا تحت ركام الحصار والتجويع وبقايا منزل قد تهدم!
عذراً طفلتي الصغيرة لو كان البشر يأكل بشراً -وهذا ما يحصل- لأطعمتُكِ إياي!
عذراً طفلتي الصغيرة أنا عاجز أن أشتري لك علبة الحليب التي سعرها أقل من دولار؟
فمن يشتري قلبي بدولار!
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.