هل تُجدي حملة تقييمات فيسبوك وإنستغرام بنجمة واحدة؟

عربي بوست
تم النشر: 2021/05/20 الساعة 14:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/07/31 الساعة 09:55 بتوقيت غرينتش
هل تُجدي حملة تقييمات فيسبوك وإنستغرام بنجمة واحدة؟ - الصورة من App Store

بدأ آلاف من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في حملة تقييمات فيسبوك وإنستغرام بنجمة واحدة، تعبيراً عن غضبهم من حذف المنصات للمحتوى الداعم لفلسطين، وتقليل وصول المنشورات التي تندد بالانتهاكات الإسرائيلية، بعدما اشتكى مئات من تعمد مسح وحذف ما ينشرونه.

استخدام كلمة "صهيونية" أو "حماس" أو "المقاومة" كان كفيلاً وحده بحذف منشور كامل، حتى لو لم يحتوِ على أي مما يعارض معايير النشر على فيسبوك، وقد حاول كثيرون التحايل على خوارزميات هذه المنصات لتجاوز تعليق حساباتهم، أو إغلاقها بكتابة الأحرف متفرقة أو كتابتها دون نقاط أو إضافة فواصل بينها.

فيما أطلق آخرون مبادراتٍ رافضة لسياسات المنصات الاجتماعية، وحملة تقييم سلبي للتطبيقات على متاجر Google Play وApp Store، لكن هل تُجدي حملة تقييمات فيسبوك وإنستغرام بنجمة واحدة؟ سنأخذ فيسبوك المالك أيضاً لتطبيق إنستغرام مثالاً في محاولة للإجابة عن هذا السؤال.

حملة تقييمات فيسبوك وإنستغرام بنجمة واحدة

انخفاض النجوم وأسهم البورصة!

حتى مساء الخميس، 20 مايو/أيار 2021، انخفض تقييم تطبيق فيسبوك على "جوجل بلاي" إلى نجمة ونصف، بينما وصل لـ2.5 من أصل 5 نجوم على "آبل ستور".

كما تأثرت أسهم فيسبوك في البورصة، إذ انخفضت قيمة السهم الواحد 20 دولاراً عن أعلى ارتفاع وصل له في 29 أبريل/نيسان الماضي، حيث هبط قيمة السهم من 329 دولاراً إلى 309 يوم 18 مايو/أيار، وفق موقع أسواق البورصة Market Watch.

على صعيدٍ آخر، فإن التقييمات الضعيفة وكتابة أسبابها تساهم في نشر المشكلة بين مستخدمي فيسبوك المحتملين الذين يقومون بتحميل التطبيق، كما أن التعليقات تصل لمسؤولي خدمة العملاء أو المستخدمين، إذ تعتبر التقييمات إحدى وسائل قياس مدى رضا العملاء، وعندما يشتكي آلاف العملاء من مشكلة بعينها، فإن مسؤولي خدمة العملاء ينتبهون لا محالة للمشكلة.

لكن، هل يمكن إزالة فيسبوك من متاجر التطبيقات؟

هناك أسباب مختلفة تجعل متاجر Google Play وApp Store تحذف التطبيقات، وقد أحصى موقع How To Geek التكنولوجي بعضاً منها، مثل:

  • انتهاك سياسة المحتوى: لدى  كلتا الشركتين سياسات تحظر التطبيقات التي تحتوي على محتوى غير لائق أو ضار، أو تروج لخدمات غير قانونية، أو تتاجر بالسلع المحظورة، أو تعرض الأشخاص للخطر، وكلتاهما تحظر أيضاً جميع المحتويات الجنسية.
  • انتهاك الملكية الفكرية:  قد تتم إزالة التطبيقات التي تنتهك الملكية الفكرية لشخص آخر. هذا ينطبق بشكل خاص على الألعاب التي تستخدم شخصيات أو إعدادات من الشخصيات الشهيرة دون إذن منهم. لإزالة هذه التطبيقات يقدم مالك IP الأصلي عريضة إلى Apple أو Google.
  • البرامج الضارة:  تُحظر أيضاً التطبيقات التي قد تعرض جهازك أو معلوماتك الشخصية للخطر، مثل التطبيقات التي تحفظ جهات الاتصال الخاصة بك، أو تحمل معلوماتك الشخصية عبر الإنترنت، أو تحرف ما يفعله التطبيق.
  • لا يقدم وظائفه:  يحدث هذا إذا توقف التطبيق عن العمل تماماً أو لم يقدم وظائفه الموعودة.
  • برامج الإعلانات المتسللة: مثل البرامج ذات الإعلانات المتطفلة للغاية والتي تحجب تقريباً الوظائف الأساسية للتطبيق. 
  • اللوائح والقوانين:  في بعض الأحيان قد تتسبب اللوائح أو التغييرات في القانون في إزالة التطبيق. على سبيل المثال، وفقاً لرويترز، قام المنظمون الصينيون مؤخراً بإزالة لعبة Plague Inc  من متجر التطبيقات في الصين، بسبب قوانين صينية تمنع استخدامها.

لكن هذه الأسباب لا تنطبق على تطبيق فيسبوك، ما يجعلنا نتساءل، لكن هل يكفي تقييم النجمة لإزالته كما يردد بعض الداعين لحملة التقييم؟

ماذا عن تقييم النجمة الواحدة؟ 

مع بداية جائحة كورونا انتشرت عشرات من تطبيقات التعليم الإلكتروني عبر متاجر التطبيقات، ولأن بعضاً منها لم يكن بالجودة المتوقعة، بدأ بعض المستخدمين في تسجيل تقييم سيئ بنجمة واحدة، لعل المتاجر تحذف التطبيقات، لكن مواقع تكنولوجية بينها 9to5mac أكدت حينها أن تطبيقات المتاجر لا تزيل التطبيقات على أساس تصنيف النجوم، بل عندما لا تتوافق مع إرشاداتها -سالفة الذكر- بغض النظر عن مدى جودة أو فاعلية التطبيق. 

لكننا لن ننسى المعركة مع آبل

نقطة مهمة في توضيح زويا الإجابة كاملةَ، هناك خلاف طويل بين آبل وفيسبوك، وزاد مؤخراً مع سياسات الخصوصية الدقيقة التي تصدرها آبل على أنها إحدى مزايا نظام تشغيلها، وهي الحفاظ على معلومات المستخدم، في ظل رغبة فيسبوك في تجميع معلومات أكبر تساعد الشركة في أغراض دعائية.

وعندها أصدرت شركة آبل تحديثاً يتطلب الحصول على إذن من مستخدمي أجهزتها قبل أن تتبع التطبيقات المختلفة سلوك المستخدم، وأثار ذلك الكثير من الأسئلة عن خصوصية معلومات مستخدمي فيسبوك قبل تحديث آبل الأخير، وعلى أي هواتف أخرى.

وتطول المشاحنات بين الرئيسين التنفيذيين للشركتين؛ رئيس فيسبوك التنفيذي مارك زوكربيرغ من ناحية، وتيم كوك المدير التنفيذي لآبل. ففي اجتماع بين الاثنين في 2019، طلب مارك من كوك المشورة بشأن كيفية التعامل مع فضيحة كامبريدج أناليتيكا، والتي تم خلالها تسريب البيانات الخاصة لأكثر من 50 مليون مستخدم على فيسبوك إلى شركة لتصنيف الناخبين مرتبطة بحملة دونالد ترامب الرئاسية.

لكن كوك لم يساعده، ورد بحماسة أن فيسبوك يجب أن يحذف أي معلومات قد جمعها عن أشخاص خارج تطبيقاتها الأساسية، وفق صحيفة "نيويورك تايمز"،  وقد تجاهل مارك بكل تأكيد نصيحة كوك الهجومية لسياسات فيسبوك، ومن وقتها ولم تتوقف مشاحناتهما على سياسة خصوصية التطبيق، وقواعد متجر آبل ونظام تشغيله، كما شرح موقع Cnet التكنولوجي.

كما تناقلت الصحف الأمريكية تصريحاً على لسان مارك في أحد اجتماعاته مع موظفي فيسبوك، حيث قال إنه سيقوم "بتوجيه ضربات موجعة لآبل"، وربما يساعد تاريخ المشاحنات بين الشركتين، مع تصريح مارك الأخير، وأخيراً حملة تقييم فيسبوك، شركة آبل للضغط على فيسبوك لتقديم تنازلات في معركتهما.

إذاً، هل تُجدي حملة التقييم بنجمة واحدة؟ 

تلخيصاً لما نود قوله، فإن حملة تقييمات فيسبوك لن تجعل متاجر التطبيقات تحذفه فقط لمجرد حصوله على نجمة واحدة، ولكن هذه التقييمات تكبد فيسبوك خسائر في البورصة من جهة، وخسائر مع منافسيه من جهة أخرى، وربما أبعد من هذا إذا استمرت الحملة في خفض نجوم فيسبوك.

وما يثبت اهتمام إدارة فيسبوك هو القرار الأخير الصادر مساء الأربعاء، 19 مايو/أيار، ونقلته شبكة "رويترز"، إذ قررت فيسبوك إنشاء مركز عمليات خاص بمراقبة المحتوى، على المنصات التابعة لها "فيسبوك- إنستغرام- واتساب"، وضم المركز متحدثين بالعربية والعبرية، لـ"تحديد المحتوى الذي ينتهك معايير المجتمع، ولاستعادة المحتوى الذي تمت إزالته عن طريق الخطأ".

خصوصاً مع نشر صحيفة Politico الأمريكية وصحف إسرائيلية خبراً عن لقاء جمع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس ومسؤولين تنفيذيين في فيسبوك عبر تطبيق Zoom، يطالبهم فيه بالتحرك الاستباقي لحذف أي محتوى معادٍ لبلاده. وقبل ليلة واحدة من قرار فيسبوك تشكيل لجنة "مراقبة الموقف"، و"معالجة الأخطاء المحتملة في التطبيق" التقى نائب رئيس فيسبوك للشؤون العالمية والاتصالات، نيك كليج، برئيس وزراء السلطة الوطنية الفلسطينية، محمد اشتية، من دون تحديد طبيعة اللقاء.

تحميل المزيد